الشاعر الإسباني الكبير أنطونيو غامونيدا: «لقد كنا دائما أشقاء في الثقافة والشعر» تسلم الشاعر الإسباني الكبير أنطونيو غامونيدا، بفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء جائزة الأركانة العالمية للشعر التي يمنحها سنويا بيت الشعر في المغرب. وتوجت لجنة تحكيم الدورة السابعة للجائزة التي تكونت من الكاتب والباحث محمد العربى المسارى (رئيسا) والناقد عبد الرحمن طنكول، والشعراء حسن نجمى، ونجيب خدارى، وخالد الريسونى (أعضاء) من خلال غامونيدا «تجربة شعرية عميقة تحتفي بالتخوم وبتأمل الموت من مشارف الحياة» وشاعرا إنسانيا «نسج مع الشعر علاقة مصاحبة وتأمل وود، مثلما نسج مع بيت الشعر في المغرب علاقة صداقة وطيدة منذ تأسيسه إلى الآن». ووصفت اللجنة الأديب الإسباني بأنه «شاعر كونى كبير، ظل قابعا خلال سنوات طويلة فى منطقة الهامش أو منطقة النسيان والتجاهل داخل الدوائر الأدبية الإسبانية، لكنه استطاع، بفضل عمق تجربته الشعرية، أن يغادر منطقة الظل ليفرض صوته كقيمة مضافة وأساسية في مسار الشعر الإسباني خاصة والشعر العالمي عامة». وجاء في تقرير لجنة التحكيم أن أنطونيو غامونيدا صوت شعري متفرد مقيم في خلوته المتأملة للذات وللوجود وللحياة وللموت، في تلك الضفة الشعرية الأخرى التي تسكن وجداننا العربي». وأبدى الشاعر المحتفى به تأثرا بالتكريم الأدبي الذي خصه به المغرب الثقافي مؤكدا عمق الصلات الثقافية والتراث المشترك بين إسبانيا والمغرب والعالم العربي عموما، ليخلص إلى القول «لقد كنا دائما أشقاء في الثقافة والشعر». وقال رئيس بيت الشعر، نجيب خداري، في حفل تتويج الشاعر الإسباني، إن الجائزة تلتفت إلى جوار ثقافي وإبداعي ينسج عميق الصلات، منذ قديم، مع ثقافة المغرب وإبداعه. ولم تكن أمتار المياه القليلة التي تفصل المغرب عن إسبانيا حاجزا عن صياغة مشترك خصب شديد التوالد، من التاريخ والثقافة والحوار». وفي الاتجاه ذاته، اعتبر وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، أن منح الجائزة لغامونيدا «يرسل إشارة عميقة في اتجاه المشترك الإنساني والتاريخي والثقافي بين المغرب وإسبانيا» وهو تتويج مغربي لمسار شعري طويل وحافل بوأ صاحبه مكانة سامقة في المشهد الثقافي والشعري الإسباني والأوروبي والعالمي. يذكر أن الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا رأى النور في مدينة أوبييدو بإقليم أستورياس سنة 1931. وهو يعتبر حاليا من الوجوه الأدبية المؤثرة في المشهد الشعري الأوروبي والناطقين بالإسبانية، وخلال مساره الشعري الطويل نال أنطونيو غامونيدا عدة جوائز أدبية أهمها: جائزة قشتالة ليون للآداب سنة 1985، الجائزة الوطنية للشعر سنة 1988، الجائزة الأوروبية للآداب عام 1993. جائزة الثقافة لمنطقة مدريد في الآداب في 2004، جائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبيرو أمريكي سنة 2006 وجائزة ثيربانتيس للآداب خلال سنة 2006. وشكل حفل تسليم الجائزة مناسبة أكد فيها امحمد كرين، الرئيس المنتدب لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، التي تدعم الجائزة، عزم المؤسسة على تنظيم مسابقات جهوية للشعراء الشباب تتوج بتظاهرة وطنية متميزة للإعلان عن أسماء الشعراء الشباب الواعدين ودعم مبادرة بيت الشعر بطبع خمسة دواوين شعرية أولى لخمسة شعراء شباب يتم اختيارهم كل سنة من طرف لجنة من بيت الشعر. وقد اختتم الحفل الذي حضره جمع من النخبة الثقافية في المغرب والعالم العربي، بأمسية موسيقية غنائية أحيتها الفنانة سميرة القادري التي سافرت بالحضور في عوالم قصية من تراث الموسيقى الأندلسية بتلويناتها المختلفة.