إطلالة على البرنامج العام للمعرض دينامية المغرب الثقافي تلتئم الدورة ال 19 للمعرض الدولي للكتاب، الذي اختار له منظموه كعنوان «لنعش المغرب الثقافي»، والمغرب يشهد أوراشا إصلاحية كبرى في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة. ولم يكن الشأن الثقافي في منأى عن هذه الدينامية الإصلاحية، حيث انخرطت وزارة الثقافة بدورها في هذا المسار الإصلاحي، بما يجعل من الثقافة رافعة أساسية لتحديات المغرب الراهن، ويجعل المواطن المغربي في صلب هذه الحركية. في هذا الإطار أعدت وزارة الثقافة بشراكات واسعة برنامجا ثقافيا طموحا، اختارت له أن يكون متنوعا وغنيا. وللوقوف على بعض ملامح هذه الحركية الثقافية، ندعو قراءنا لإطلالة سريعة، من خلال شرفة بيان اليوم، على الخطوط العريضة لبرنامج هذه الدورة، كما ندعوهم للتتبع والتجوال في أروقة المعرض من خلال هذه الصفحة التي ستطل عليهم يوميا لتنقل إليهم أجواء المعرض، أما قراءنا البيضاويون والقريبون من الدارالبيضاء، فندعوهم ليعيشوا المغرب الثقافي الجديد عن قرب من خلال زيارتهم الميدانية للمعرض. لقاءات مع الفائزين بجوائز المغرب للكتاب سيلتقي جمهور زوار المعرض، في فقرات هذا المحور، مع الكتاب والنقاد والباحثين والمبدعين الذين حازوا جائزة المغرب لموسم 2012، خلال الدورة الحالية من المعرض الدولي للكتاب. هي أصوات حازت ثقة لجان التحكيم، كل في مجال تخصصه واشتغاله، وستكون مناسبة للقاء المباشر مع المتوجين، في حوار مباشر ومفتوح عن الكتابة وشؤونها. جائزة الأركانة دأب بيت الشعر في المغرب على تخصيص جائزة الأرگانة العالمية للشعر كل سنة لشاعر ينتمي لإحدى جغرافيات العالم، وذلك، تثمينا لمثابرته وجهوده الخاصة في الإعلاء من قيمة الشعر وتوسيع مجال حضوره في العالم، إلى جانب إسهامه في تطوير ممكنات الشعر، بما يجعل موضوعاته منفتحة على الأسئلة الإنسانية الكبرى، مقربة لوجهات النظر، وبانية لأواصر الحوار والتقارب بين الشعوب. استحضارا لكل ذلك، سيكون لقراء الشعر ومحبيه لقاء مفتوح ومباشر مع الشاعر الإسباني الكبير أنطونيو غامونيدا الفائز بجائزة هذه الدورة. ذاكرة تروم فقرات هذا المحور الاحتفاء بعدد من الكتاب والمبدعين والباحثين، مغاربة، عربا وأجانب، ممن غادرونا إلى دار البقاء في السنوات القليلة الماضية، دون أن تمحي من ذاكرتنا الجمعية وفي وجداناتنا الخاصة إسهاماتهم الخالدة كل في مجال تخصصه. هي مناسبة، إذن، لاستحضار أرواح هؤلاء الكبار بيننا، من خلال ما بصموا به سجل المعرفة الإنسانية والإبداع الرفيع الذي ينفع الناس. الدارالبيضاء – الإسكندرية، ذهابا وإيابا هي لقاءات ثقافية وفكرية تهدف إلى تمتين جسور الأخوة والتواصل بين المبدعين المغاربة ونظرائهم المصريين، من خلال طرح عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تطمح هذه اللقاءات كذلك إلى الوقوف عند القواسم المشتركة بين الشعبين المصري والمغربي، عبر النص النقدي وصناعة الكتاب وذاكرة الرحلة، وهي محاور ستعرف مشاركة كتاب وباحثين ومبدعين من كلا البلدين، في لقاءات مفتوحة مع جمهور القراء. برنامج ضيف الشرف تقترح ليبيا، ضيف شرف الدورة، برنامجا متنوعا، يشمل أربع ندوات هامة حول الأصوات النسائية في الحياة الأدبية الليبية، وثقافة الطفل، والعلاقات التاريخية المغاربية، واللغات والدوارج المغاربية. بالإضافة إلى ست محاضرات موضوعاتية تتمحور حول الترجمة، والإعلام، والمسرح، وتراث النوبة، والشعر الليبي المعاصر، ومجتمع المعرفة المغاربي. كما سيكون الجمهور على موعد مع ثلاث أمسيات شعرية، وأمسية قصصية، وعرض أعمال تشكيلية لفنانات وفنانين ليبيين. أصوات أمريكا اللاتينية والكرايبي يهدف هذا اللقاء الذي تنظمه وزارة الثقافة، بتنسيق مع سفارات أمريكا اللاتينية بالرباط، إلى تسليط مزيد من الضوء على عدد من الأصوات الإبداعية التي تنتمي لأمريكا اللاتينية وجزر الكرايبي، بما يجسر المسافة بين المبدعين وعموم القراء المغاربة ومنتوج هذه الجغرافيات الثقافية الأصيلة، ويمكنهم كذلك من الوقوف على آخر المستجدات التي تهم الصناعة الإبداعية داخل بلدان هذه القارة. وإلى جانب ذلك، سيكون هذا اللقاء مناسبة أيضا، للنظر في سبل مضاعفة النشاط الترجمي من وإلى اللغتين العربية والإسبانية، مع تقديم نماذج لنصوص أنجزت في هذا السياق. كما سيتيح البرنامج لجمهور المعرض فرصة الإنصات إلى عدد من الشعراء المرموقين الذين ينتمون للعالم الإسبانوفوني. ساعة مع كاتب إن القيمة المضافة لمثل هذه اللقاءات، كونها تضع كتابا كبارا - راكموا رصيدا إبداعيا وتجربة كتابية ملفتة في مجالات إبداعية متنوعة - وجها لوجه أمام جمهور قرائهم، في حوار مفتوح، صريح وشفاف. حوار يطمح إلى تجسير المسافة المتخيلة بين الكاتب وقرائه وعموم الجمهور كذلك. وهي إلى ذلك، لحظة احتفاء حميمية بتجارب إبداعية، استطاع أصحابها إيصالها إلى عموم القراء لتصبح ملكا لهم. أصوات أدبية جديدة في هذا المحور، الذي يطمح، عبر فقراته، إلى تقديم عدد من الأصوات المبدعة الجديدة في مجالات القصة والرواية والشعر، سيكون الرهان متجها نحو الوقوف عند ما يمكن أن تكون هذه التجارب قد حققته من خصوصية، وتلمس حدود إضافاتها المفترضة، وكذا حجم تنويع مقارباتها داخل حقل الإبداع. وما دام المبدع الشاب بحاجة دائمة إلى سند، إلى مواكبة وإلى تشجيع، فإن وزارة الثقافة تطمح إلى أن تكون هذه اللقاءات كذلك مناسبة لمقاربة إنتاجات هذه الأصوات الجديدة بما تستحق من نقد وتوجيه ومساءلة. تجارب أدبية تطمح فقرات هذه اللقاءات إلى إطلاع جمهور هذه الدورة على عدد من التجارب الأدبية المتنوعة، مغربيا وعربيا، للوقوف على مدى إسهام أصحابها، أشخاصا ومؤسسات، في بلورة أفق جديد لإغناء الحقل الأدبي وتوسيع مجال تأثيره، في عامل بات الحديث فيه عن «غربة الأدب» يأخذ حيزا هاما ضمن أسئلة الثقافة وانشغالاتها. شهادات هي مناسبة سيقف فيها جمهور هذه الدورة على عدد من الشهادات يقدمها مبدعون مغاربة، من داخل المغرب ومن خارجه، حول تجاربهم في الكتابة وفي الإبداع، إلى جانب تخصيص حيز هام للتعريف بإصداراتهم الجديدة، التي سيطلع عليها جمهور القراء، لأول مرة، بهذه المناسبة. ندوات سيكون زوار هذه الدورة وعموم جمهور الكِتاب على موعد مع عدد من الندوات الهامة، التي تروم ملامسة جملة من القضايا الراهنة، بالسؤال والمقاربة والتحليل، عبر محاور مضبوطة وواضحة، سيقوم مجموعة من خيرة الباحثين والمثقفين والمبدعين، مغاربة، عربا وأجانب، بالإجابة عن بعض إشكالاتها، بما يستجلي غموضها وييسر الطريق إلى منافذها. تقديم كتب عادة ما تكون مناسبة انعقاد دورات معرض الكتاب فرصة لتقديم المنتوج الكتابي الجديد لجمهور القراء والمهتمين. وكالعادة، ستكون هذه الدورة غنية وحافلة بالإصدارات الجديدة، في كافة المجالات وفي مختلف التخصصات، بما يتيح لزبناء هذه التظاهرة فرصة أكبر للاختيار وللاستفادة المؤكدة. أمسيات شعرية تستضيف هذه الدورة، على غرار الدورات السابقة، عددا مهما من الشعراء المغاربة والعرب والأجانب، وذلك وفق منهجيةِ اختيار تروم تحقيق شرط التنوع، إن على مستوى الأجيال أو التجارب أو لغات الكتابة والإبداع، بما يجعل عشاق الشعر ومتعقبي أصواته، يحققون متعة الإنصات وطيب المتابعة.