اختتمت أمس الأربعاء بمكناس فعاليات النسخة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة لجهة مكناس- تافيلالت بمشاركة دور نشر ومؤسسات ثقافية وطنية. وتميزت هذه الدورة التي شاركت فيها أيضا معاهد ثقافية أجنبية ومكتبات محلية ومنشورات كليات متخصصة , بتنظيم عدد من الأنشطة تروم بالخصوص التعريف بآخر الإنتاجات الفكرية في مختلف مجالات الإبداع وتشجيع الكتاب والمقروئية ودعم حركة النشر بالجهة. وسطر المنظمون أهدافا لهذا الموعد السنوي الذي وجد له مكانا مميزا في المشهد الثقافي المكناسي عبر الحضور المميز لكتاب ونقاد وشعراء ومبدعين في مختلف الأجناس الأدبية وفنانين تشكيليين, لتقريب جل الأعمال المقترحة إلى القراء والمهتمين بالمجال بالجهة. وكان برنامج المعرض المنظم بتعاون مع ولاية الجهة والجماعة الحضرية لمكناس, متنوعا وغنيا توزع بين لقاءات الفكرية واكبت جديد الساحة الثقافية, وتقديم قراءات لعدد من الكتب, والاحتفاء بالإنتاج الجاد من الإصدارات الإبداعية والنقدية خاصة في جنس الشعر. ولم يستثن معرض الكتاب ضمن فقراته المعارض الفنية حيث أقيم معرض لصور فوتوغرافية للفنانة نصيرة نية التي اختارت في مجموعتها موضوع مدينة مكناس, ومعرض ل"الحجابات هوائية" بمشاركة فنانين مغاربة وأجانب شكلت نافذة لاكتشاف عوالم وتجارب فنية جديدة. كما حضر الشعر بقوة في هذه الدورة من خلال أمسيات صدحت فيها أصوات شعرية راقية نسجت لحظات مضيئة عبر لغة في أبهى حللها, ساهم فيها شعراء كعبد الله بلعباس, وأحمد نصافي, ومحمد شنوف, وعلال الحجام, ونعيمة زايد وإبراهيم بورشاشن, ونعمة ابن حلام, وعبد الله فراجي. ومن جانب آخر أقيمت حفلات توقيع عدد من الكتب ك"علامات من السرد المغربي" لعبد المجيد الحسيب, و"تمارين الإعجاب" للمحجوب الشوني و"حيوانات السيرك" للمحجوب بنموسى, و"معجم الفنون التشكيلية" لعفيف بناني بحضور الكاتب الناقد الفني الفرنسي دانيال كوتوريي, إلى جانب قراءة نقدية في ديوان "قاع وردة" للشاعر الزجال محمد بنعيسى. وكان لتلاميذ المؤسسات التعليمية حيز هام من مساحة المعرض عبر تنظيم ورشات مهنية وفنية بفضاء دار الثقافة الفقيه محمد المنوني لفائدتهم, همت "القراءة الموجهة", و"الحكاية", و"الفنون التشكيلية" و"الخط العربي" أطلوا من خلالها على هذه الأجناس الجامعة بين الأدب والفنون في محاولة لملامستها واكتشاف جماليتها وتنمية قدراتهم على إعمال الخيال.