نظمت جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة مؤخرا، ملتقى الشروق العربي الثامن للمبدعين تحت شعار "مستقبل الإبداع الشعر". وقد احتضنت فعالية هذا الملتقى الذي استقبل ضيوفا من السعودية والعراق فضلا عن المغرب، الخزانة الوسائطية محمد المنوني الكائنة بالمركب الثقافي للمديرية الجهوية للثقافة بمكناس. وانطلقت فعاليات الملتقى بكلمة جمعية الشروق المكناسي، ألقاها الأستاذ محسن ماني الذي رحب بالمشاركين وذكر بجهود الجمعية من أجل تنظيم هذا الملتقى وسائر لقاءات الشروق المكناسي وأنشطتها الإشعاعية. وجاء ضمن الكلمة قوله:" نريد اليوم، أيضا، ومن خلال أنشطتنا الإشعاعية، أن نؤكد أننا ضمن القلائل أو الوحيدون الذين ينظمون نشاطين من حجم لقاء الشروق للقصة القصيرة و ملتقى الشروق للمبدعين، وبإمكانياتنا الخاصة... نحن لا نحتج على أية إدارة، ولا على أية وزارة، لأننا نؤمن أشد الإيمان أن المثقف الحقيقي هو من يملك زمام أمره وله القدرة على التفاعل مع المثقفين ومع الشعب بإمكانياته الخاصة، لأن دوره الحقيقي ليس في استجداء المعونات وممارسة الشحاذة الثقافية، بل دوره الحقيقي هو أن يحافظ على كرامته وكرامة الثقافة والممارسة الثقافية". ثم جاء دور كلمة الخزانة الوسائطية محمد المنوني والتي ألقتها الأستاذة نعمة بن حلام مديرة الخزانة، والتي رحبت بدورها بالحضور من ضيوف ومشاركين، وأشارت إلى رغبة الخزانة الوسائطية في الانفتاح على جمهور أوسع. وجاء في كلمتها: "بين دفء الكتب وعطر الحروف وبهاء الفضاء المفعم بأريج الكلمات وشذى الصفحات، تستقبل الخزانة الوسائطية محمد المنوني، وعلى مدى ثلاثة أيام هذا الملتقى الشعري البهيج، والذي يزامن مع اليوم العالمي للكتاب، هدفها من ذلك الإسهام في إغناء المجال الثقافي والفكري بمدينتنا الحبيبة، وإثراء رصيد الأنشطة الثقافية المقامة بها. فمما لا شك فيه أن الخزانة تحرص دوما على تقديم وجبات أدبية وعلمية طازجة للمتلقين والمهتمين من مختلف مواقعهم". بعد ذلك تمت دعوة الحضور إلى افتتاح معرض الفن التشكيلي. وقد اشتمل المعرض على مجموعة من اللوحات للفنانين التشكيليين شامة عمي وجميلة إلغمان ومحمد مغيلف ووسام بنمخلوف. وهم فنانون يمثلون أجيالا وتجارب مختلفة. قاسمهم المشترك الاهتمام باللون والشكل والضوء. ثم تمت دعوة الحضور إلى الأمسية الشعرية الأولى. في البدء عزفت فرقة الشروق للقيثارة مجموعة من المقاطع الصامتة والمغناة. ثم انطلقت الحصة الأولى من القراءات التي رافقها عازف القانون البارع الأستاذ الزكراوي البارودي ونشطتها أسماء أقريق بمشاركة مجموعة من الشعراء. وبعد معزوفة رائعة على آلة القانون للأستاذ البارودي والتي حملت الحاضرين إلى أجواء النغم الجميل وعوالم التأمل المفتوح على كل الاحتمالات، تواصلت الحصة الثانية من القراءات الشعرية. وفي اليوم الثاني للملتقى، كان الموعد مع الندوة العلمية والتي تم تقسيمها إلى جلستين لضرورة تنظيمية. الجلسة الأولى أدارها الناقد خليفة بباهواري. وشارك فيها كل من الأساتذة: - غرم الله الصقاعي: ماذا ينتظر الشعر من شعراء المرحلة؟. - عبد الهادي روضي: "الشعر هو الشعر وأزمته بنيوية". - د. مسلك ميمون: الشّعر المغربي الحديث: الحال والمآل. والجلسة الثانية أدارها الناقد محمد إدارغة. وشارك فيها كل من الأساتذة: - عبد الرحمن معيض سابي: العوالم الشعرية المعاصرة هوية أم هويات متعددة. - إدريس عبد النور: القصيدة الرقمية المغربية ومفهوم الشاعر الرقمي. - عبد الرزاق اسطيطو: "مستقبل الشعر رهين بالفهم الحقيقي لوظيفة النقد". وتلت الجلستين مناقشة مستفيضة، تدخل من خلالها عدد لا بأس به من الحضور المتتبع. ومساء نفس اليوم، وعلى الساعة الرابعة مساء انطلقت الأمسية الشعرية الثانية. واشتملت بدورها على حصتين. وضمن الاستراحة، كانت للحضور مفاجأة جميلة، إذ دخلت القاعة فرقة من التراث المحلي المكناسي وقدمت معزوفات موسيقية من تراث عيساوة الذي تشتهر بها العاصمة الإسماعيلية. وكان تفاعل الحضور مع موسيقى الحضرة كبيرا ومتواصلا. ثم استمرت الأمسية بالحصة الثانية للقراءات الشعرية. وفي نهاية الأمسية شكر الأستاذ خليفة بباهواري رئيس جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة المشاركين والحضور وأكد على عزم جمعية الشروق المكناسي على المضي قدما في خطط أنشطتها الداخلية والإشعاعية معتزة بأصدقائها الذين يتزايدون سنة بعد أخرى. وفي الأخير تم تقديم شواهد المشاركة والتقدير للشعراء والنقاد الذين ساهموا في تنشيط ملتقى الشروق العربي الثامن للمبدعين الذي نظم هذه السنة تحت شعار "مستقبل الإبداع الشعري".