تحت شعار "لنعش المغرب الثقافي"، تنطلق اليوم الجمعة 29 مارس الجاري، الدورة 19 لمعرض الكتاب والنشر بالدارالبيضاء، بمشاركة 780 عارضا من 47 دولة، مقابل 42 في الدورة السابقة. سيشارك، كذلك، في هذه الدورة أزيد من 400 كاتب ومبدع مغربي، و120 كاتبا ومبدعا أجنبيا، وتبلغ عدد المؤسسات المهنية والثقافية المغربية المشاركة 47 دار نشر، و16 جمعية و11 مركزا ومؤسسة و4 وزارات و4 موزعين، و3 جامعات وكليات، كما تشارك في فعاليات المعرض 10 سفارات و9 مراكز ثقافية. ويفتتح المعرض فعالياته، التي تمتد إلى غاية 7 أبريل المقبل، بمحاضرة لمحمد القبلي تحت عنوان "تاريخ المغرب رصيد متجدد ومشروع مواطن"، ويتضمن البرنامج العام للمعرض، حوالي 120 نشاطا ثقافيا بمعدل 12 نشاطا في اليوم، موزعة على ثلاثة فضاءات، (قاعة عبدالجبار السحيمي، وقاعة أحمد الطيب لعلج، وقاعة إدريس بنعلي)، وتتضمن موائد مستديرة ومحاضرات وندوات موضوعاتية وقراءات وتوقيع إصدارات جديدة. وتحتفي الدورة بالحركة الثقافية في ليبيا الجديدة ضيف شرف التظاهرة، من خلال تنظيم ندوات حول (الأصوات النسائية في الحياة الأدبية الليبية، وثقافة الطفل، والعلاقات التاريخية المغاربية، واللغات والدوارج المغاربية)، ومحاضرات تتمحور حول الترجمة والإعلام، والمسرح وتراث النوبة، والشعر الليبي المعاصر، ومجتمع المعرفة المغاربي، وأمسيات شعرية وقصصية ومعارض تشكيلية لفنانات وفنانين ليبيين. ويتميز برنامج الدورة 19 بالتنوع والجدة، ومن أقوى لحظاته لقاءات مباشرة ومفتوحة مع الفائزين بجوائز المغرب للكتاب لموسم 2012، للحديث عن الكتابة وشؤونها. وحسب البرنامج العام، الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة، سيجري تنظيم لقاءات مفتوحة مع الشاعر محمد السرغيني، والكاتبين محمود عبدالغني، ومحمد المدلاوي المنبهي، والمفكرين عبد الله ساعف، وعبد السلام الشدادي، والباحثين محمد أوبحلي وعادل حدجامي. كما سيكون لجمهور المعرض لقاء مباشر مع الشاعر الإسباني الفائز بجائزة الأركانة، في موسمها الحالي، أنطونيو غامونيدا. وتستضيف الدورة تجارب أدبية رائدة من خلال أسماء بارزة مثل محمد الأشعري، ومحمد برادة، وإدريس الخوري، وعبد السلام بنعبدالعالي من المغرب، وأمين الزاوي وواسيني الأعرج من الجزائر، وإبراهيم نصر الله ونجوى شمعون من فلسطين، ومجيد الربيعي من العراق، وإبراهيم عبد المجيد من مصر، وأمين صالح من البحرين، وهانس كوكلر من النمسا. ويستضيف المعرض أزيد من 520 مبدعا من 47 دولة، من أبرزهم خوان غويتيصولو، وجون بيير شوفنمان، وجاك لانغ. وتنفتح الدورة، أيضا، على أصوات أدبية جديدة في القصة والرواية والشعر، مع توقيع تقديم إصدارات جديدة، وإحياء أمسيات شعرية، وتنظيم ندوات حول مختلف القضايا الراهنة. ويبرز شعار الدورة للمعرض الدولي للكتاب 19 "لنعش المغرب الثقافي"، حسب بلاغ المنظمين ما يعيشه المغرب من أوراش إصلاحية في مختلف المجالات، وعلى كافة الأصعدة. وأشار إلى أن الشأن الثقافي لم يكن في منأى عن هذه الحركية، إذ انخرطت وزارة الثقافة بدورها في هذا المسار الإصلاحي، بما يجعل من الثقافة رافعة أساسية لتحديات وإكراهات المغرب الراهن، ويجعل المواطن المغربي في صلب هذه الحركية بهذه الدينامية. وفي سياق الاهتمام بالشعر الإسباني، سيستضيف المعرض، بتنسيق مع سفارات أمريكا اللاتينية بالرباط، أصواتا إبداعية من أمريكا اللاتينية والكرايبي، لتسليط مزيد من الضوء على عدد من الأصوات الإبداعية، التي تنتمي إلى أمريكا اللاتينية وجزر الكرايبي، بما يجسر المسافة بين المبدعين وعموم القراء المغاربة ومنتوج هذه الجغرافيات الثقافية الأصيلة، ويمكنهم كذلك من الوقوف على آخر المستجدات، التي تهم الصناعة الإبداعية داخل بلدان هذه القارة. وإلى جانب ذلك، سيكون هذا اللقاء مناسبة أيضا، للنظر في سبل مضاعفة النشاط الترجمي من وإلى اللغتين العربية والإسبانية، مع تقديم نماذج لنصوص أنجزت في هذا السياق. كما سيتيح البرنامج لجمهور المعرض فرصة الإنصات إلى عدد من الشعراء المرموقين، الذين ينتمون إلى العالم الإسبانوفوني. وستتميز فقرات البرنامج، بفقرة ذاكرة التي تهدف إلى الاحتفاء بعدد من الكتاب والمبدعين والباحثين، مغاربة، وعربا وأجانب، ممن غادرونا إلى دار البقاء في السنوات القليلة الماضية، دون أن تمحي من ذاكرتنا الجمعية وفي وجداننا الخاص إسهاماتهم الخالدة، كل في مجال تخصصه، ومن أقوى لحظات الفقرة "ذاكرة أحمد الطيب العلج :الشعر والمسرح والحياة"، و"ذاكرة: إدريس بنعلي: مسار من الإنتاج الفكري والاقتصادي والاجتماعي". كما سيكون هناك احتفاء متبادل بكتاب مصريين في برنامج "الدارالبيضاء-الإسكندرية ذهابا وإيابا"، من خلال لقاءات ثقافية وفكرية تهدف إلى تمتين جسور الأخوة والتواصل بين المبدعين المغاربة ونظرائهم المصريين، وطرح عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. إلى جانب الوقوف عند القواسم المشتركة بين الشعبين المصري والمغربي، عبر النص النقدي وصناعة الكتاب وذاكرة الرحلة. وتستضيف فقرة ساعة مع كاتب كلا من واسيني الأعرج، وأحمد التوفيق، ومحمد الأشعري، وإبراهيم نصر الله، وربيعة ريحان، وعبد الوهاب المؤدب.