هموم متنوعة تؤكد أن ميدان الكرة تحول إلى بورصة للمشاكل لم تنحصر هموم الكرة في بلادنا في القمة فحسب، حيث الإمكانيات والاهتمام والمتابعة الجماهيرية، ويبدو أن المتاعب والمآسي تشمل جميع الفئات والأقسام، ففي الوقت الذي يواجه الرأي العام آلام المنتخب الوطني للكبار، إثر انهزامه في تانزانيا بحصة ثقيلة (3_1)، وبطريقة بشعة، تتقلص بذلك حظوظه في المشاركة في المونديال القادم «البرازيل 2014». وأمام الجدل في مدار تحول إلى قدر يغلي، تحركت الجماهير من جديد للمطالبة بالتغيير ودمقرطة مؤسسة الجامعة من خلال إقالة المدرب ومن معه، ممن فشلوا في تدبير شؤون المنتخب الأول، في هذا الظرف يخرج المنتخب الوطني الأولمبي بثلاثة هزائم، ليقصى من منافسات الدوري الدولي للصداقة في قطر، حيث غادر منتخبنا الأولمبي التظاهرة بتركيبة مهزومة وبطريقة غير مفهومة، فهو الذي سبق أن فاز بلقبها في مناسبة سابقة؟. في هذا الظرف، والنقاش مفتوح حول الجمع العام للجامعة، لإضفاء الشرعية على المؤسسة بعد رضوخها للاستثناء منذ أبريل 2009، طلع أنين الفرق في مدار الهواة، حيث اجتمعت فرق شطر الجنوب في مدينة المحمدية عشية الأربعاء، فوقف مسؤولوها على حل ومخرج، حيث جاءت المبادرة من فريق شباب المحمدية بهدف إثارة انتباه من يهمهم الأمر بالرياضة الوطنية ومدار كرة القدم، خلال ثلاث ساعات طرح مسؤولو أندية الهواة ملفات معقدة وهموما متنوعة تؤكد أن ميدان الكرة تحول إلى بورصة للمشاكل، في غياب تسيير قادر على مواجهة وضع يزداد ترديا، حيث باتت النتائج في تراجع مخيف. نعم، فرق شطر الجنوب معطلة في القسم الأول هواة، ضمنها فرق الصحراء التي تطلب حلا يساعدها على تكاليف التنقل، حيث بلغ عدد المباريات المؤجلة ستة عشر، كما أن الدوري موقوف لتعدد الأعطاب، وطلعت في ملتقى المحمدية أصوات شبيهة بنحيب مكتوم، تتحدث عن مختلف أنوع الظلم والتهميش والإساءة إلى القواعد. ففي لقاء مفعم بالوعي والمسؤولية اختارت الفرق المكلومة المظلومة والمؤمنة بتأطير الشباب رفع صوتها بهدف تحريك مسؤولي الجامعة والوزارة الوصية لتلتفت إلى حالها، وما آلت إليها أوضاعها، للتذكير فإن فرق الهواة التأمت في مجموعة وطنية (الرابطة)، بمبادرة من المكتب الجامعي السابق، تحت إشراف مجموعة من الغيورين ممن يحملون هموم الكرة في الدروب السفلى، من بينهم سعيد بنمنصور، عبد الهادي إصلاح، بوشعيب بندرويش والراحلان مصطفى الناجي والحبيب الزمراني. كما تابعنا كيف انطلقت مؤسسة الهواة في موسم 1998_1999، تؤطر حوالي 180 فريقا، حيث كان يرأسها سعيد بنمنصور قبل أن يتخلى بمحض إرادته، فعوضه في الرئاسة محمد بنصغير، حيث وقف الجميع على ما قدمته المجموعة الوطنية لكرة القدم هواة من أيجابيات لفائدة فرق هذه الشريحة... وقد عاينا أيضا ما تنتجه فرق الهواة ميدانيا، حيث تغدي فرق الصفوة بقسميها الأول والثاني موسميا بحوالي 140 لاعبا، كما أن أسماء لامعة انطلقت من فرق الهواة وتألقت في الصفوة، من بينها هشام أبو شروان، رشيد بنمحمود، مصطفى بيضوضان، صلاح الدين بصير، أمين الرباطي، هشام جويعة، عبد الإله الحافظي وغيرهم... وللأسف تابعنا كيف عمل المكتب الجامعي الجديد، النازل في أبريل 2009 على تفكيك وتفتيت مجموعتي الصفوة والهواة دون السماح لهما بعقد الجمع العام؟؟؟ لقد تمت تصفية المجموعة الوطنية لكرة القدم هواة في اجتماع للمكتب الجامعي في 16 غشت 2010، فهاهي الفرق (الهواة) في معاناة توزع بؤسها على بعضها في دوري مرتبك وراءه تسيير غريب، كما في شطر الجنوب استفحلت المآسي وخرجت الفرق إلى المحمدية تطلب لقاء رئيس الجامعة، مع إثارة انتباه الوزارة الوصية، فهل تلقى هذه الصرخة آذانا صاغية، أم أنها ستبقى في واد، في ظرف يعاني فيه المسؤولون صدمة «الكرة» في منتخب الكبار، صدمة كلفتها بالغة، أعدها المدرب في بالاص دبي الإماراتية بمبالغ كبيرة، فجاءت حصتها ثقيلة (3_1).