البروفيسور عبد الله العباسي لبيان اليوم: نوجه رسائلنا للمواطنين وللحكومة من أجل التصدي لهذا الداء خرج عشرات الأشخاص من مختلف الفئات العمرية في مسيرة بالرباط دعت لها العصبة المغربية لمحاربة داء السل، أول أمس الأحد 24 مارس، الذي يصادف اليوم العالمي لداء السل. وقد انطلق المشاركون في هذه المسيرة، التي نظمت تحت شعار «جميعا من أجل محاربة داء السل ببلادنا»، من شارع النصر بالقرب من حديقة التجارب النباتية واتجهت صوب مستشفى مولاي يوسف بحي العكاري حاملين يافطات ذات مضمون تحسيسي بخطورة هذا الداء من قبيل «أنا ملتزم بدحر السل» و»علاج منتظم يساوي شفاء مؤكدا»، و»لا مجال لداء السل في حينا»، ويافطات أخرى ذات مضمون مطلبي تدعو الحكومة للتصدي بحزم لهذا الداء. وقال جمال الدين البوزيدي رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل لبيان اليوم «إن هذا الداء كما هو معلوم يعتبر مؤشرا أساسيا لدى المنظمات الدولية في تصنيف الدول من حيث التنمية البشرية. والحملة التي نقوم بها تندرج في إطار تحسيس الرأي العام الوطني وأصحاب القرار من أجل مضاعفة الجهود للقضاء على هذا المرض»، داعيا الحكومة المغربية إلى «ضرورة إعمال مقاربة شمولية للتصدي لهذا الداء». من جانبه، ذكر البروفيسور عبد الله العباسي، في حديث لبيان اليوم، أن الغاية من هذه المسيرة هي «توجيه رسالتين أساسيتين. الأولى تخص عموم المواطنين والمواطنات للتحسيس والتعريف بخطورة مرض السل والرسالة الثانية تخص الحكومة من أجل حثها على مضاعفة جهودها في مجال محاربة هذا الداء الخطير، الذي يصيب ثلث سكان العالم». وقال البروفيسور العباسي إنه «إذا كانت إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تحصر عدد الإصابات بهذا الداء في 8.7 مليون حالة جديدة سنويا في دول المعمور، ففي بلادنا نسجل ما لا يقل عن 27 ألف و429 حالة، 70% منها بالأحياء الهامشية لمدن الدارالبيضاء وسلا وفاس وطنجة وتطوان والقنيطرة وإنزكان المعروفة بكثافة ساكنتها». هذا الرقم، اعتبره المتحدث «كبيرا ومقلقا»، داعيا إلى التحسيس القوي من خلال حملات تستمر على مدار أيام السنة، مع تقريب الاستشفاء من المواطنين وتسهيل الولوج إليه. وهو ما شددت عليه وزارة الصحة التي أشارت إلى أن البرنامج الوطني لمحاربة داء السل ينبني على المجانية وعلى لامركزية العلاج، وقد حقق تطورات ملموسة على مستوى الكشف المبكر تفوق 95% وعلى مستوى نسبة نجاح العلاج تتجاوز 85% نتيجة الاستراتيجية العلاجية قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر للأطر الصحية. وأبرزت الوزارة، في بلاغ صدر بمناسبة اليوم العالمي لداء السل، أن البرنامج الوطني «نجح في خفض نسبة الإصابة بهذا الداء بشكل مطرد من سنة إلى أخرى بعد رصد وزارة الصحة لاعتمادات مالية سنوية تقدر ب 30 مليون درهما إضافة إلى دعم مالي للصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا في حدود 85 مليون درهما تغطي الفترة بين 2012 و2016.