بنعبد الله: التنسيق بين التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية يزعج المتربصين بالحكومة دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الأساتذة الجامعيين التابعين للحزب إلى تعميق النقاش والاهتمام بالقضايا التي تشغل الرأي العام، منوها في الوقت ذاته بالتنسيق القائم مع حزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات الجزئية التي يجري اقتراعها يوم 28 فبراير الجاري، ومطالبا رئيس الحكومة بعدم الانتباه إلى الادعاءات والانتقادات الصادرة عن الساعين إلى إفشال التجربة الحكومية. وقال محمد نبيل بنعبد الله، خلال ترؤسه للقاء الوطني لقطاع التعليم العالي، أول أمس السبت بالرباط، إن مشاركة حزب التقدم والاشتراكية في التجربة الحكومية الحالية تهدف أساسا إلى الحفاظ على المصالح العليا للبلاد، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير الأعمال، وتعزيز دور المؤسسات الديمقراطية، ومحاربة الفساد والرشوة. وشدد نبيل بنعبد الله على ضرورة تكثيف جهود محاربة كل أشكال اقتصاد الريع، ومحاربة الرشوة في المجتمع، ومظاهر المحسوبية والزبونية، وكل أشكال تبذير المال العام، كما كان ذلك دائما من مطالب حزب التقدم والاشتراكية عبر تاريخه النضالي. ودعا نبيل بنعبد الله، خلال اللقاء الذي عقد تحت شعار «مقاربة الحزب لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي» الأساتذة الجامعيين المنتمين إلى الحزب إلى التحلي باليقظة وتعميق النقاش، عشية المؤتمر الوطني المقبل للنقابة الوطنية للتعليم العالي، المزمع عقده منتصف شهر مارس المقبل، حول القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام، مشيرا إلى أن قيادة الحزب لم تصدر عنها أية تعليمات في أي اتجاه، خصوصا في مجال إنتاج الأفكار الخلاقة والمعارف العلمية، كما هو الشأن في السابق، مذكرا بأن العديد من المناضلين لا يزالون يتذكرون، على سبيل المثال لا الحصر، أفكار عزيز بلال والسي علي يعتة. وأوضح نبيل بنعبد الله أنه حان الوقت لتحرير المجتمع من هذا الإرث الثقيل للفساد والرشوة الذي ينخر المجتمع، ويعرقل مسيرة التحديث والتنمية، داعيا مناضلي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي التابع للحزب إلى الاستفادة من هذه التجربة، ولعب دور أساسي في هذا الظرف الدقيق من أجل الاستجابة، ليس فقط للمتطلبات الأكاديمية والعلمية للجامعة، فحسب، وإنما أيضا للأهداف المسطرة من طرف الحزب. ولم يفت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية التنويه بقرار قيادة الحزب التنسيق مع حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات الجزئية التي يجري الاقتراع لها في 28 من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن هذا التنسيق يزعج في الحقيقة أولئك الذين يحاولون عبثا التقليل من المكانة التي يحتلها حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة الحالية وفي البرلمان، ومحاولة إفشال التجربة الحكومية الحالية. وأكد نبيل بنعبد الله أن هؤلاء الفاعلين هم الذين ينتقدون بشكل شبه يومي الحكومة الحالية، لتضييع وقتها وتشتيت جهودها بهدف توجيه مجهوداتها عن الملفات الحقيقية التي تنتظرها، داعيا في نفس السياق رئيس الحكومة وفريقه الحكومي إلى عدم الانتباه إلى تلك الاستفزازات، والرد على ادعاءات هؤلاء بتسريع وتيرة الإنجازات، وإطلاق المشاريع المتضمنة في برنامج الحكومة، من قبيل القوانين التنظيمية، وإصلاح المقاصة، وإصلاح أنظمة التقاعد، وغيرها من الإصلاحات. كل ذلك في إطار المقتضيات الواردة في الدستور الجديد، والتي تنص على تدعيم المسلسل الديمقراطي، وبناء الدولة الحديثة. وقال نبيل بنعبد الله إن الذين يعتقدون بأن الحزب يحكمه توجه إيديولوجي محدد هم بالطبع مخطئون، مبرزا أن حزب التقدم والاشتراكية لم يتخل أبدا عن مبادئه وأفكاره وقناعاته الهادفة إلى بناء دولة الحق والقانون، والعدالة والاجتماعية، والإنصاف واحترام الكرامة الإنسانية، ومتشبث بها اليوم أكثر من أي وقت مضى. وقد خلص المشاركون خلال اللقاء إلى الاتفاق على ضرورة العمل من أجل إصلاح منظومة التعليم العالي، بهدف جعله قادرا على مواكبة مشاريع التنمية التي تعرفها البلاد، في ظل المقتضيات الواردة في الدستور الجديد للملكة، كما دعوا إلى ضرورة إصلاح قطاع البحث العلمي ليكون قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتثمين الكفاءات المغربية في هذا المجال.