بان كي مون يدعو الحكومة السورية إلى التجاوب مع اقتراح الخطيب أكد الرئيس السوري بشار الأسد أول أمس الاثنين، أن بلاده لن تتراجع عن ثوابتها رغم «الضغوط والمؤامرات» ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس الأسد قوله، خلال استقباله وفدا أردنيا٬ وقال إن «سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب٬ وإنما العرب جميعا». وتأتي تصريحات الرئيس الأسد عقب إعلان رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب أنه لم يتلق «ردا واضحا» من النظام السوري على طرحه حوارا مشروطا. ومع اقتراب النزاع من شهره الثالث والعشرين٬ أعلن الخطيب بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي٬ انه «لم يأت أي رد فعل بتواصل مباشر (من النظام السوري). كل ما سمعناه هو كلام عام للأسف، النظام يكرره منذ سنتين». وكان الخطيب قد أعرب في أواخر شهر يناير الماضي عن استعداده للقاء ممثلين للنظام في خارج سوريا٬ مشددا في الوقت نفسه على أن الحوار سيكون حول «رحيل النظام». واشترط الخطيب إطلاق سراح 160 ألف معتقل من السجون وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج٬ قبل أن يقترح اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي يوم الجمعة الماضي إن دمشق مستعدة للحوار لكن من دون «شروط مسبقة». ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي قوله، أن الرهان على سقوط الحكومة السورية هو «تصور خاطئ والأيام أثبتت ذلك»٬ لكن في الوقت نفسه «فإن المعارضة أيضا حقيقة موجودة لا نستطيع إنكارها».وأضاف الوزير الإيراني أنه «بات هناك الآن صوت معتدل يعلو في المعارضة عقلاني يتجه للحكمة ويريد حل المشكلة السورية»٬ في إشارة إلى الخطيب الذي التقاه للمرة الأولى مؤخرا في ميونيخ٬ ومن المقرر أن يستكمل التواصل معه.واعتبر صالحي أن المعارضة السورية بدأت تنظر إلى الأمور «بشكل واقعي»٬ وان بلاده تبذل جهودها «لنوقف العنف والقتال بأسرع وقت». وعلى مستوى آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول أمس الاثنين الحكومة السورية إلى «التجاوب» مع اقتراح الحوار الذي قدمه رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب٬ معتبرا أنه «مناسبة يجب عدم تفويتها». وقال بان أمام مجلس العلاقات الخارجية أن هذا الاقتراح «هو مناسبة يجب عدم تفويتها وفرصة للانتقال من منطق عسكري هدام إلى مقاربة سياسية واعدة»٬ مضيفا «انه عرض شجاع (...) اطلب بإلحاح من الحكومة السورية ومن مجلس الأمن التجاوب معها». وأوضح بان كي مون، أن مجلس الأمن المنقسم حاليا٬ يجب «أن يتوحد لتحديد ثوابت المرحلة الانتقالية الديمقراطية التي قد تنقذ سوريا» مضيفا «يجب ألا يبقى المجلس منقسما ولا يتدخل وأن يشارك بصمت في المجزرة».وكان أحمد معاذ الخطيب قد أعلن أول أمس في القاهرة عدم تلقيه « أي رد واضح» من نظام الرئيس السوري بشار الأسد على اقتراحه حوارا مشروطا. وكان الخطيب قد أعرب في أواخر يناير عن استعداده التحاور خارج سوريا٬ مع موفدين للنظام لديهم صلاحيات «ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء»٬ موضحا أن أي حوار ينبغي أن يشمل رحيل الأسد. وأمس الثلاثاء، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا، على مطار عسكري شمال البلاد به طائرات حربية وذخيرة. وقال المرصد في بيان «اقتحم مقاتلون من عدة كتائب إسلامية مقاتلة مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب٬ وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح أمس الاثنين». وصرح مدير المرصد السوري٬ رامي عبد الرحمن٬ لوكالة فرانس برس٬ أن القوات النظامية التي كانت في المطار الواقع في محافظة حلب «انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة». وجاء الاستيلاء على المطار غداة دخول مقاتلين إسلاميين من المعارضة مدينة الطبقة القريبة في محافظة الرقة. وقال الناشط الإعلامي٬ أبو هشام من مدينة حلب للوكالة عبر سكايب٬ إن المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية.وأضاف أن «هذه المراكز مهمة لأنها مصدر ذخيرة وإمدادات٬ ولأن الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تتولى عمليات القصف علينا خارج الخدمة».