لم يتأثر القطاع السياحي بالمغرب بصعوبة الظرفية بالشكل الذي كانت تشير إليه التوقعات المرتبطة بأزمة الأسواق الأروبية أساسا، بل ظل النشاط السياحي محافظا على نفس وتيرة النمو بموازاة مع ارتفاع ملحوظ في قدرات جلب السياح وفي الطاقة الاستيعابية برسم سنة 2013. ويستفاد من الأرقام التي أعلنتها وزارة السياحة، في بلاغ صادر عنها نشر على موقعها الإلكتروني، أن النشاط السياحي بالمغرب بدأ يستعيد عافيته رغم الظرفية الصعبة التي يمر بها القطاع والمرتبطة بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وبالأحداث التي شهدتها المنطقة العربية منذ ما يزيد عن السنة. وتشير الأرقام المتضمنة في البلاغ المذكور أن النشاط السياحي ظل مستقرا على مستوى وتيرة نموه عند نهاية سنة 2012، مسجلا تقدما فيما يخص عدد السياح الأجانب الوافدين على المغرب عبر الحدود بنسبة 2 في المائة مقارنة مع شهر دجنبر من السنة التي سبقتها. وعلى صعيد الأسواق تمثلت الزيادات الأساسية، حسب ذات المصدر، في تدفقات السياح من إسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا وذلك بنسب تراوحت ما بين 3 و5 في المائة. هذا في حين عرف إقبال السياح الوافدين من فرنسا، ألمانيا، وبلجيكا تراجعا طفيفا بنسب تتراوح بين ناقص 1 وناقص 5 في المائة. كما سجلت ليالي المبيت داخل مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة ارتفاعا بنسبة 8 في المائة، لا سيما بمدن أكادير التي سجلت زائد 21 في المائة، والجديدة- مازكان بزائد 24 في المائة، والصويرة – موكادور بزائد 17 في المائة، ووجدة – السعيدية بزائد 13 في المائة. كما حققت وجهات أخرى مثل الدارالبيضاء، وفاس ومراكش تقدما في عدد ليالي المبيت بنسب تمثلت في 8 في المائة، و5 في المائة، و3 في المائة على التوالي. وفي هذا الإطار يواصل القطبان السياحيان، مراكشوأكادير، استقطاب 60 % من العدد الإجمالي لليالي المبيت مع تقدم مدينة مراكش بنسبة زائد 3%. وعلى مستوى المداخيل فقد حققت عائدات النشاط السياحي ما يفوق 58 مليار درهما خلال سنة 2012. وتأتي هذه الحصيلة في سياق البحث عن أسواق سياحية جديدة بموازاة مع تعزيز الأسواق التقليدية، من خلال عدد من الاتفاقيات تم التوقيع عليها مع أهم وكالات الأسفار في سوق أوروبا الشرقية (إيكسيم، إيتاكا، بلو ستايل)، تغطي بالإضافة إلى 2012 فصل شتاء/صيف 2013 حيث تروم جلب عدد إضافي من السياح يقدر ب 58 ألف سائحا بولونيا، بالأساس نحو محطتي أكادير والسعيدية. وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار السياسة التي تنهجها وزارة السياحة لتطوير وجهة المغرب لدى شبكات وكالات الأسفار الرائدة بالبلدان المعنية. كما تعزز العرض السياحي خلال سنة 2012 بإحداث طاقة إيوائية جديدة تضم 7 آلاف سريرا جديدا، وهو ما مكن من خلق ثلاثة آلاف منصب شغل إضافي، في الوقت الذي تم فيه تصنيف 3500 سرير فندقي في إطار إعادة هيكلة وتحديث بعض المؤسسات الفندقية. كما تمت إعادة تموقع المحطات السياحية المتضمنة في «المخطط الأزرق» عبر إعادة هيكلة التركيبة المالية لهذه المشاريع ودخول مستثمرين جدد كما هو الحال بالنسبة للصندوق المغربي للتنمية السياحية.