خمس وزارات تحارب التدخين والمخدرات داخل المؤسسات التعليمية وفضاءات الشباب في تجديد لإعلان الحرب على ظواهر باتت تشكل تهديدا لفضاء المؤسسات التعليمية والجامعية وتمس بشكل أساسي فئة التلاميذ والطلبة بشكل خاص والشباب بشكل عام، أطلقت وزارة الصحة أول أمس الخميس مخطط عمل مشترك لمواجهة ظاهرة التدخين وتناول المخدرات وتفشي العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، مع وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة. خطة العمل هذه التي تمتد على مدى الخمس سنوات القادمة والتي تم الإعلان عنها خلال اللقاء الوطني الأول للصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب المنظم بالرباط، تروم بالأساس إلى وضع آليات للمراقبة والسلامة الصحية على مستوى المؤسسات التعليمية ودور ومآوي الشباب، مع العمل على إعداد ونشر معايير السلامة الصحية على مستوى المدارس والجامعات والمخيمات الصيفية. وأفاد وزير الصحة البروفسور الحسين الوردي في كلمة بالمناسبة على أن المخطط سالف الذكر يروم تكريس التعاون وتظافر الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية وفعاليات المجتمع المدني للاستجابة لحاجيات المتمدرسين والشباب، والعمل بذلك على إعمال وتنفيذ مختلف الإجراءات التي تتضمنها الإستراتيجية الوطنية في مجال الصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، والتي فضلا عن المراقبة بمختلف الفضاءات التي تهم الشباب من مدارس وجامعات ودور ومآوي الشباب والمخيمات الصيفية، تتمحور حول تعزيز إجراءات الوقاية والفحص والتكفل بالاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين والشباب، وتعزيز الأنشطة الوقائية والتربوية والفحوصات الطبية وخدمات الإنصات، مع العمل على تطوير شبكة من الجمعيات العاملة في مجال تعزيز صحة المراهقين والشباب وتنظيم منتديات سنوية تجمع بين الشباب والفاعلين المؤسساتيين. وأوضح الوزير خلال هذا اللقاء الذي حضره الوالي المدير العام للجماعات المحلية والعاملة المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثلو المنظمات الدولية بالمغرب، ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير، وممثلو هيئات ومنظمات المجتمع المدني، ورؤساء الهيئات الوطنية للأطباء والصيدلة وأطباء طب الأسنان، وعدد من الفاعلين، أن الخطة تعد بذلك تفعيلا للاتفاقية الإطار التي وقعتها بهذا الشأن قبل أشهر كل من وزارة الصحة صاحبة المبادرة ووزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة، وهي تروم بالأساس إلى النهوض بالصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب. وذكر الوزير بنتائج دراسة ميدانية أنجزتها وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية قبل سنوات قليلة وذلك لإظهار خطورة انتشار مختلف الآفات المتعلقة بالمخدرات والتدخين والعنف والتي تنتشر وسط التلاميذ والطلبة والشباب، والحاجة التي دفعت بشكل حثيث إلى تبني الإستراتيجية الوطنية الخاصة بصحة هذه الفئات، وأفاد في هذا الصدد أن هذه الدراسة أظهرت أن نسبة عالية من فئة التلاميذ والطلبة والشباب (ذكورا وإناثا) يتعاطون للتدخين وتناول المخدرات ولا يمارسون أي نشاط بدني، كما يعاني الكثير منهم من اضطرابات نفسية حادة قد تؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات وتفشي ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. ويشار إلى أن الإستراتيجية الجديدة للبرنامج الوطني للصحة المدرسية والجامعية وصحة الشباب، تتضمن محورا يهم تكريس التنسيق والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية حكومية وغير حكومية، وإنجاز مخطط من أجل الوقاية من المخاطر على مستوى المؤسسات التعليمية، وإنشاء مراكز مرجعية للتلاميذ والطلاب والشباب غير المتمدرس. هذا مع العمل على تأهيل المراكز الطبية بالمؤسسات الجامعية مع تنظيم حملات للفحص الطبي المنتظم في المدارس والجامعات، واقتناء أجهزة طبية وتقنية جد متطورة للفحوصات الطبية خاصة بالعالم القروي والمناطق النائية، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة مهنيي الصحة معززة بدلائل ومراجع تقنية خاصة.