التأم يوم الخميس الماضي بطنجة لفيف من نقاد السينما بالمغرب في لحظة وفاء واحتفاء بتراث الناقد الراحل نورالدين كشطي الذي كان قد قضى عام 2010 في حادثة سير مروعة. واكتسى الاحتفاء بالفقيد طابعا توثيقيا من خلال تقديم كتاب جديد تحت عنوان «كتابات عاشق للسينما»، أشرفت على إنجازه جمعية نقاد السينما بالمغرب، بدعم من المخرج سعد الشرايبي، يضم كتابات متفرقة نشرها الراحل بالعربية والفرنسية في منابر إعلامية مختلفة. وتندرج هذه المبادرة حسب رئيس الجمعية خليل الدامون في إطار صيانة الذاكرة النقدية بالمغرب، مؤكدا عزم الجمعية في إطار شراكاتها الجديدة على إيلاء أهمية خاصة بالنشر والتوثيق السينمائي. وقدم الناقدان محمد شويكة وبوشتى فرقزاد مضامين الكتاب الذي عكس في نظرهما عمقا منهجيا ملفتا وتشبعا كبيرا بالمرجعيات السينمائية العالمية في متابعة المنتج السينمائي الوطني وقلقا مزمنا في طرح الأسئلة الحرجة التي تدور حول إبداعية الفيلم المغربي عموما. واستعادت تدخلات الحضور من نقاد وإعلاميين ذكرى شخصية طبعت الوسط النقدي الوطني بنزاهته الأدبية وعشقه الفريد للفن السابع ومتابعته لأحدث الأعمال العظيمة. وضم الكتاب الذي نسق أعماله الباحث محمد صوف، مجموعة متنوعة من الدراسات التي أنجزها الراحل وشقا خاصا بقراءاته في نماذج من الأفلام المغربية التي تمثل أجيال متعاقبة في المنجز السينمائي الوطني ثم قراءات في أفلام عالمية عكست قدرة مدهشة على متابعة جديد الحقل السينمائي الدولي. في تقديمه للكتاب، كتب الدامون «نورالدين كشطي: العشق في الوجود، العشق في الكتابة، ولا وجود لكتابة بدون عشق ولا لعشق بدون كتابة. هكذا ألفناه وهكذا سنجده في النماذج المقدمة في هذا الكتاب». أما مبارك حسني الذي قدم لكتابات الراحل بالفرنسية، فاعتبر أن الكتاب «حقق حلما للفقيد لم يستطع إنجازه قيد حياته».