تكريم الكاتب المسرحي المغربي محمد قاوتي ومشاركة وازنة للباحث خالد أمين تحت شعار «ثقافات الحداثة»، تعتزم الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، تنظيم مؤتمرها السنوي، خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 31 يوليوز الجاري، بجامعة لودفيك ماكسيميليانس بمدينة ميونيخ الألمانية. ------------------------------------------------------------------------ وتتوزّع فقرات البرنامج العام على ندوات علمية، وسهرات فنية، وعروض مسرحية، وأفلام وثائقية، والتعريف بالإصدارات الجديدة. وإيمانا من الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي بثقافة الانفتاح الفكري على الآخر، على مضمار التناسج الثقافي والفكري الفاعل ولاسيما في تقدير الجهود المُسهمة في إثراء مجال الممارسة المسرحية في بعدها الكوني- أدرج ضمن جدول أعمال مجموعة عمل المسرح العربي، تقديم مسرحية «الرينك» وتكريم مؤلفها، الأستاذ محمد قاوتي، الذي يعد رمزا من رموز الإبداع المسرحي المغربي الرصين، وأحد فرسان الكتابة الدرامية بالمغرب، بما أضاف إلى الخزانة المغربية من إسهامات بوّأته المكانة المرموقة بين أقرانه الذين راكموا ببليوغرافيا الدراما المغربية على امتداد عقود من العطاء المستمر. ففي يوم الإثنين 26 يوليوز، ابتداء من الساعة السادسة مساء، بمركز الدراسات المسرحية التابع لجامعة لودغيك ماكسيميليانس، سيتم تقديم فقرات التكريم بحضور أطر الفدرالية الدولية للبحث وثلة من الباحثين المعنيين بالشأن المسرحي العربي. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه تم تقديم مسرحية «نومانس لاند» للمحتفى به الكاتب المسرحي محمد قاوتي، في مناسبة مماثلة السنة الماضية بمدينة ليشبونة. وفي معرض حديثه عن تجربة «نومانس لاند» شدد قاوتي على أنه لكتابة نص مسرحي مكثف حول تجربة الاعتقال السياسي في مغرب السبعينيات والثمانينات، المنشطر بين الرغبة في البوح من جهة والرقابة الذاتية والممنهجة من جهة أخرى، كان يتعين المرور عبر بوابة التكثيف الشعري والترميز الذي يستشرف رحابة المقامات الصوفية في عمقها الروحاني، فبدون استشراف هذا البعد الرمزي لم يكن ميسراًًً لمحمد قاوتي أن يكتب مسرحية حول تجربة الاعتقال التعسفي في ظل بنية التفكير التي كانت تتوزع المغرب السياسي والثقافي آنذاك؛ وأن يُسمع صوته في بلده المغرب من خلال مسرحية مفصلية وسابقة لما سيعرف لاحقا بأدب السجون، أو أدب سنوات الرصاص. دلالة قرار اختيار التكثيف الرمزي عند محمد قاوتي والشعريات الصوفية في «نومانس لاند»، هو بمثابة سفر فني ومعرفي في ذات الوقت، للخروج من مأزق العُزلة المضروبة على المسرح الذي يفكر في قمة عطاء مسرح الهواة بالمغرب... عُزلة لها طُعم اليُتم إن لم نقل الحصار. والحال أن تواتر فعل السفر الرمزي مع توالي السنين سيحول محمد قاوتي إلى رمز لهذا العبور بين المغرب العميق والثقافة العالمة... لقد قاده هذا السفر إلى ارتياد آفاق المصالحة مع الوجدان الفرجوي الشعبي في أبهى تمظهراته؛ فأضحى بهذا الصنيع مستنبتا فريدا ودراماتورجيا متمكنا من آليات صناعة الفرجة المسرحية. وعودة إلى تظاهرة ميونيخ، وفي نفس المناسبة، سيقدم الباحث المغربي الدكتور خالد أمين، رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، محاضرة رئيسية في الجلسة العمومية للمؤتمر، يوم الخميس 29 يوليوز حول موضوع «المسرح المغربي وحداثة ما بعد الاستعمار». وللإشارة، فقد فاز الأستاذ خالد أمين سنة 2007 بجائزة هلسنكي الممنوحة من طرف الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، وذلك في المؤتمر السنوي المنعقد آنذاك بسطلينبوش بجنوب أفريقيا. واعتبر هذا التتويج لأول أفريقي من طرف الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي، اعترافا لإسهاماته القيمة في مجموعة من المجلات الدولية المحكمة.