افتتح مؤخرا ببرلين معرض «محطة في المغرب الصحراوي» الذي يمنح متعة استكشاف عوالم الإرث الثقافي الذي تزخر به الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الألمانية والأجنبية من عالم السياسة والفن والثقافة. ويروم المعرض الذي يقام ببهو سفارة المغرب بالعاصمة الألمانية إلى غاية شهر مارس المقبل، مشاطرة هذه المساحة التاريخية والثقافية للصحراء المغربية مع الجمهور الألماني وإطلاعه على مختلف مظاهر الحياة فيها بكل تفاصيلها. وبذلك يمنح المعرض المنظم بشراكة بين السفارة ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب، فرصة للزوار للغوص في العمق الصحراوي واستكشاف تراثه، وخلخلة صورة نمطية عن المغرب عموما، وصحرائه بشكل خاص والتي تختزل غالبا في الكثبان الرملية. فمن خلال أشرطة مصورة وصور وموسيقى ورقص وغناء حساني، يقدم المعرض لمحة مفصلة عن تاريخ هذا المجال الترابي بجنوب المغرب، تسافر بالزائر إلى محطات منذ ما قبل التاريخ إلى غاية العصر الحديث. فالمعروضات تشمل بالخصوص التراث المعماري وفن الحياكة والآلات الموسيقية والنقش إضافة إلى منتوجات الصناعة التقليدية ذات الخصوصية المحلية، وأزياء صحراوية نسائية ورجالية وحلي فضية ورسومات صخرية ومظاهر مرتبطة بنمط العيش. وبخصوص انطباعه حول المعرض، قال رئيس الفريق البرلماني المكلف بالعلاقات مع دول المغرب العربي ب(البوندستاغ) الألماني غونتر غلوسر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن «ما يقدمه بالنسبة إلي اكتشاف لعوالم لم أكن أدركها رغم أنني زرت عددا من المدن المغربية كالرباط ومراكش وجهة العيون في إطار مهام برلمانية». وأضاف غلوسر أنه حصل على العديد من الكتب التي تتحدث عن المغرب وعن شعبه وعمارته وثقافته، مشيرا إلى أنه تحدوه رغبة جامحة في زيارته واكتشاف باقي مدنه بعد انتهاء مدة مهامه في البرلمان. أما رئيس جمعية الصداقة المغربية الألمانية يورغن كليمك، فقال في تصريح مماثل «من المهم جدا تنظيم معرض كهذا في ألمانيا يأخذ بعين الاعتبار منطقة الصحراء ويبرزها كما يبرز العلاقة التي تجمعها بالمغرب». وأضاف أنه في الوقت الذي تعيش فيه منطقة شمال أفريقيا ومالي بالخصوص «توترات» فإن المغرب يعد منطقة استقرار وأمن حيث التنمية في تطور بفضل جهود جلالة الملك، مشيرا إلى أن على أوروبا وألمانيا دعم هذه الجهود. ومن جانبه، قال أحمد الجماني رئيس قسم الثقافة والتواصل بوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، إنه تم اختيار تيمات متعددة للمعرض في الثقافة الصحراوية دون إغفال المعطيات التاريخية والطبيعية للتعريف بهذه المناطق التي تكون النظرة إليها «للأسف غالبا من زاوية سياسية يواكبها جهل مستمر بمعطياتها التراثية الثقافية التي تشكل مكونا جوهريا لهويتنا الوطنية». وأضاف أن إبراز الغنى الثقافي والحضاري لأقاليم الجنوب جاء باعتبارها تشكل بوابة للإشعاع الحضاري للمغرب بإفريقيا، مشيرا إلى أن المعرض يحاول تقريب الجمهور الألماني بكل مكوناته من المعطى التاريخي للمنطقة منذ ما قبل التاريخ مع الاهتمام بثقافة الرحل وعالم الواحات والتراث المادي واللامادي. أما سفير المملكة ببرلين عمر زنيبر، فقد أبرز أن المعرض يندرج ضمن برنامج السفارة الذي يروم تقديم التراث الثقافي للمغرب في ألمانيا، وانطلاقا أيضا مما ينص عليه الدستور المغربي حول الثقافة الحسانية وارتباطها بصيرورة تاريخ المملكة ودورها في إغناء مكونات حضارتها. وأشار إلى أن السفارة ستنظم زيارات لفائدة عدد من الجمعيات والطلبة من أجل الاطلاع على محتويات المعرض الذي يقدم لمحة عن رصيد المغرب الثقافي ويبرز مدى تنوعه وارتباطه بأصالته.