أكد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن المسؤولين الألمان " يشيدون بجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الإصلاحات التي يشهدها المغرب على جميع المستويات". أبرز العثماني، الذي أجرى يوم الجمعة المنصرم، ببرلين، سلسلة مباحثات مع كل من وزير الخارجية، غيدو فيسترفلي٬ ووزير التنمية والتعاون الاقتصادي، ديرك نيبيل٬ ورئيس لجنة حقوق الإنسان والإغاثة في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، توم كونغيس٬ أن هذه المباحثات شملت التعاون السياسي والاقتصادي والتنموي في مختلف المجالات بين المملكة وألمانيا. وأوضح العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذه المباحثات، أنها تركزت حول العلاقات المغربية الألمانية على المستوى السياسي، مشيرا إلى أن هذه العلاقات كانت دائما ناجحة خاصة عبر المنظمات الدولية، التي ينتمي إليها البلدان٬ ودعم ترشيح كل بلد داخل أجهزتها. وبخصوص قضية الصحراء المغربية٬ أبرز العثماني أنه قدم للمسؤولين الألمان توضيحات مفصلة حول التطورات الأخيرة، التي عرفها هذا الملف، مشيرا إلى أنهم جددوا تأكيد موقفهم الداعم لجهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل سياسي توافقي لهذه القضية. وفي ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي المغربي الألماني، أبرز وزير الخارجية أنه عبر للجانب الألماني عن ارتياح المغرب لمستوى هذه العلاقات التي تطورت بشكل إيجابي في الآونة الأخيرة بفضل جهود ألمانيا ومساهمتها في إنجاح مشاريع تنموية بالمغرب، خاصة منها مشروع محطة ورزازات للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والذي سيمكن المغرب من الحفاظ على البيئة. وقال في السياق ذاته إن الجانب الألماني جدد استعداده التام للتعاون مع المملكة في مزيد من المشاريع الاستثمارية، خاصة في مجال الطاقات المتجددة التي يتطلع إليها المغرب والتي سيكون لها انعكاس إيجابي على سوق الشغل والبحث العلمي والتكوين. وبخصوص التعاون بين البلدين في مشاريع الدعم التنموي خاصة في مجالات الفلاحة والمياه والتكوين المهني٬ أشار العثماني إلى أن ألمانيا قررت رفع مستوى الدعم إلى رقم غير مسبوق يصل إلى 170 مليون أورو موزعة على سنتين 2013 و2014 . أما في مجال التعاون الثقافي فقد بحث الجانبان المغربي والألماني سبل تعزيزه أكثر خاصة عبر فتح جامعات ألمانية في المغرب. وأبرز وزير الخارجية أن اللقاءات تميزت كذلك باستعراض وجهات نظر المغرب ومواقفه تجاه عدد من القضايا الدولية والعربية، خاصة منها الوضع في سورية وغزة حيث جدد للمسؤولين الألمان٬ دعم المغرب التام للشعبين السوري والفلسطيني والوقوف إلى جانبهما٬ هذا إضافة إلى إثارة الوضع الأمني والإنساني في منطقة الساحل ومالي. وكان العثماني أجرى لقاء مع رئيس لجنة علاقات الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) روبرشت بولنتس، تناولت الإصلاحات السياسية بالمغرب٬ ودوره الجهوي في دعم التحولات الديمقراطية بالمنطقة العربية. كما تناولت المباحثات التي حضرها الوفد المرافق للوزير وسفير المغرب ببرلين عمر زنيبر٬ دور البرلمانين المغربي والألماني في تطوير العلاقات وتوطيدها٬ والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي٬ ورغبة المغرب في تطوير فضاء الاتحاد المغاربي.