الحوار السياسي الدائم بين المغرب وألمانيا يستند إلى تطابق كامل في الرؤى قال الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون ا يوسف العمراني، أول أمس الثلاثاء في برلين، إن الحوار السياسي الدائم والمستمر بين المغرب وألمانيا يستند إلى تطابق كامل في وجهات النظر في ما يخص تقوية التعاون الثنائي، وكذا القضايا الإقليمية والدولية. وأضاف العمراني، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية في ختام زيارة عمل إلى برلين، إن المغرب وألمانيا متفقان على أن يستند التعاون بينهما على مقاربة مبتكرة وطموحة مفتوحة على آفاق جديدة تشرك الفاعلين من القطاعين الخاص والمجتمع المدني. وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الألمان في إطار زيارة العمل، تكتسي أهمية قصوى كونها انعقدت بين بلدين حاضرين على الساحة الدولية بوصفهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفا أن المغرب، الذي يتمتع بالوضع المتقدم، و ألمانيا منخرطان في سياسة الجوار الأوربية، خاصة مع بلدان منطقة جنوب المتوسط. وقال العمراني، بهذا الخصوص، إن الاتحاد المغاربي يعتبر أولوية قصوى، سواء على الصعيدين الاقتصادي أو الأمني، ورافعة حقيقية لتحقيق النمو في كافة البلدان المغاربية. وحول الوضع في سوريا جدد الوزير المنتدب موقف المغرب الداعي إلى إيقاف العنف وعدم التدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي مدعو إلى تنزيل الألية التي أقرتها الجامعة العربية بهذا الشأن، على أرض الواقع. وأضاف العمراني أن المملكة المغربية، التي تشتغل داخل مجلس الأمن على هذا الأساس، تأمل في توقف العنف ليتمكن الشعب السوري من بناء مستقبله بكل حرية. وكان يوسف العمرانيقد أجرى، في وقت سابق من نفس اليوم ببرلين، مباحثات مع كرستوف هوزغن، المستشار الدبلوماسي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تناولت تعزيز العلاقات بين المغرب وألمانيا وأولويات التعاون بينهما. كما تطرقت المباحثات إلى الجهود التي يبذلها البلدان بشكل مشترك، بوصفهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن الدولي، داخل هذه الهيئة الأممية، في ما يتعلق بالقضايا الدولية الراهنة. وشدد الجانب الألماني على أن بناء الاتحاد المغاربي يكتسي طابعا استعجاليا كقطب للتعاون والتنمية، وكمحاور قوي في إطار سياسية الجوار الأوربية. وتناولت المباحثات أيضا القضايا الأمنية المرتبطة بمنطقة الساحل وخليج غينيا، وفي هذا الصدد أعرب الجانب الألماني عن مشاطرته تقييم المغرب حول الأولوية التي يتعين إعطاؤها لاستقرار وأمن منطقة الساحل والصحراء. وذكر هوزغن، خلال هذا اللقاء، بالمباحثات التي أجراها جلالة الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على هامش أشغال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شتنبر 2010، و هي المباحثات التي اتخذ خلالها قرار إحداث لجنة اقتصادية مشتركة وإقامة شراكة استراتيجية في مجال الطاقات المتجددة. كما أعرب العمراني، خلال هذه المباحثات، التي حضرها سفير المغرب في برلين عمر زنبير، عن ارتياحه لانخراط ألمانيا في القضايا التي تهم المنطقة المتوسطية وإصرارها على دفع الاتحاد الأوربي نحو مزيد من الانفتاح على العلاقات مع جيرانه جنوب المتوسط، خاصة مع المغرب الذي يتوفر على رؤية واضحة واستراتيجية في علاقاته مع الاتحاد الأوربي. وقام العمراني بزيارة عمل هاته إلى ألمانيا في إطار الحوار السياسي من مستوى عال بين البلدين، والتقى خلالها مع وزير التعاون الاقتصادي والتنمية ديرك نيبل، وإيميلي هابر، الوزيرة المنتدبة بوزارة الشؤون الخارجية الألمانية، كما التقى برئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان (البوندستاغ) الألماني، روبريشت بولنز.