قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ مصطفى الكثيري٬ أول أمس الثلاثاء بسلا٬ إن ذكرى انتفاضة 29 يناير 1944 تعتبر مناسبة لاستحضار ما تطفح به هذه الانتفاضة من دروس بليغة وعبر ثمينة تدعو إلى التحلي بقيم الوطنية الصادقة والتشبع بفضائل المواطنة الحقة. وأضاف الكثيري خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته المندوبية بمناسبة الذكرى ال69 لانتفاضة 29 يناير1944٬ «ما أحوج الأجيال الصاعدة والقادمة إلى النهل من ينابيعها(ذكرى الانتفاضة) الفياضة والاغتراف من مخزونها المتدفق باعتبارها تذكي الحماس في نفوس الناشئة وتشحذ الهمم وتحث على الانغمار في مسلسل البناء والنماء بقيادة جلالة الملك محمد السادس». واستعرض الكثيري في كلمته خلال هذا المهرجان الخطابي٬ الذي تم خلاله تكريم ثلة من المقاومين وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير٬ أطوار هذه الانتفاضة التي انطلقت من الرباطوسلا لتمتد شرارتها إلى العديد من المدن المغربية من خلال المظاهرات الحاشدة التي عبر خلالها الشعب المغربي عن الإجماع حول إدارة التحرير والخلاص من ربقة الاحتلال الاستعماري ومطمح المغاربة بقيادة العرش العلوي المجيد لنيل الاستقلال واستشراف آفاق المستقبل. وأشار إلى أن سكان مدينة سلا اجتمعوا بمختلف فئاتهم من شرفاء وعلماء وتجار وحرفيين وفلاحين وغيرهم وشرعوا في قراءة «اللطيف» بعد صلاة العصر من يوم 29 يناير 1944 قبل التوجه نحو الرباط٬ غير أن قوات الاحتلال الاستعماري تصدت لهم بالعنف فشتت حشودهم وألقت القبض على عدد من المتظاهرين خصوصا الذين كانوا في الصفوف الأمامية وفي مقدمتهم زعماء الحركة الوطنية من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال ومنهم المرحومين عبد الرحيم بوعبيد وأبو بكر القادري. وشدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على أن هذه الانتفاضة أحدثت تحولا نوعيا في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال بالعودة القوية للحركة الوطنية إلى الواجهة النضالية بعدما ظنت خطأ السلطات الاستعمارية أنها كسرت شوكة المقاومة بإشهارها لسلاح الحديد والنار٬ موضحا أن تضامن كافة مكونات الشعب المغربي عجل بانطلاقة شرارة ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953. وكان الكثيري قد قام في وقت سابق من نفس اليوم٬ رفقة وزير قدماء المحاربين والأشخاص المضطهدين ببولونيا٬ يان ستانسلو شيشانوسكي٬ وعدد من أعضاء أسرة المقاومة بالوقوف أمام اللوحة التذكارية المخلدة لحدث 29 يناير 1944 بساحة مسجد السنة بالرباط وزيارة مقبرتي يعقوب المنصور وباب لعلو بالرباط٬ ومقبرة سيدي بنعاشر بسلا للترحم على أرواح الشهداء.