الأسود يرفعون شعار الفوز ويتسلحون بالحذر أمام الرأس الأخضر سيكون الفريق الوطني مطالبا بتحقيق نتيجة واحدة، وهي الفوز إن أراد التأهل للدور الثاني، وذلك عندما يواجه في ثاني لقاءاته منتخب الرأس الأخضر اليوم الأربعاء على ملعب «موسيس مابيدا» بدوربان، ضمن المجموعة الأولى لكأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بجنوب إفريقيا. ويتحتم على المنتخب الوطني انتزاع النقاط الثلاثة من منتخب «أسماك القرش»، بعدما فشل في تحقيق ذلك خلال المقابلة الأولى أمام أنغولا التي انتهت بالتعادل السلبي، وهي ذات النتيجة التي انتهى بها لقاء الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا، ما جعل الأمور تتعقد بخصوص معالم المرشحين لتخطي الدور الأول، حيث تتساوى المنتخبات الأربعة برصيد نقطة واحدة. ويدرك «أسود الأطلس» أن أي نتيجة أخرى غير الانتصار ستضعف حظوظهم في حجز إحدى بطاقتي المرور إلى الدور القادم، ذلك إن أرادوا فعلا وضع قطيعة مع النسخة الأخيرة التي أقيمت بغينيا الاستوائية والغابون، عندما ودعوا البطولة الإفريقية مبكرا، وبالتالي فإن الخسارة أو حتى التعادل أمام الرأس الأخضر غير مطروحة في مفكرة العناصر الوطنية. وسيحاول لاعبو الفريق الوطني نسيان تعادلهم المخيب ضد الأنغوليين، حتى يتمكنوا من اصطياد «أسماء القرش»، حيث أن هذا الأخير يبقى منتخبا محدود الإمكانات، وإن كان قد حقق إنجازا تاريخيا بالتأهل لأول مرة ل «الكان» على حساب منتخب الكاميرون، وما يزكي مستوى الرأس الأخضر المتواضع ما ظهر به أمام أصحاب الأرض في الافتتاح، وإن كانت نتيجة التعادل جيدة بالنسبة لأول ظهور بالمونديال الإفريقي. بيد أن العناصر الوطنية مطالبة من جهة، بأخذ الحذر من هذا المنتخب الذي يشارك دون أي ضغوطات ولا يبحث عن التأهل بقدر ما يرغب في اكتساب مزيد من الخبرة للاستحقاقات المستقبلية، وبالتالي فإنه قادر على خلق إزعاج ل «أسود الأطلس»، وهو الذي قدم مردودا متميزا بالتصفيات عندما فاز على منتخب مدغشقر ذهابا وإيابا في الدور الأول، قبل أن يطيح ب «الأسود الغير مروضة» بفوزه (2-0) ذهابا وخسارته إيابا (1-2). وتشير أخبار أن الناخب الوطني رشيد الطاوسي لن يغير خططه وسيعتمد على نفس التشكيلة التي خاضت لقاء أنغولا، إلا أن هذا الأمر ليس مؤكدا، خاصة أن تحفظ الأطراف أمام «الظباء السوداء» في مساندة الهجوم أضاع الكثير على لاعبيه فرصة التسجيل وخطف النقاط الثلاثة، كما أن الطاوسي قد يدخل بعض التعديلات إذا فطن إلى هفوات المباراة الأولى، وقد يكون أبرزها إشراك يونس بلهندة أساسيا، والاحتفاظ بأسامة السعيدي أو نور الدين أمرابط في الاحتياط كلاعب جوكر. ويتوجب الطاوسي الذي تعهد بتحقيق نتائج جيدة وفعالية أكثر أمام المرمى، التعامل بحيطة مع هذا اللقاء، لأن نتيجة الفوز ستضع الفريق الوطني في وضعية أفضل وترفع حظوظه في التأهل قبل لعب المباراة الثالثة، خاصة إذا انتهت مباراة الثانية بالتعادل، وهو الشيء الذي يدركه الناخب الوطني، والذي أتيحت له الفرصة للوقوف على مستوى الرأس الأخضر خلال مباراتهم الأولى التي سبقت مباراة «أسود الأطلس» السبت الماضي. في المقابل، سيتسلح المدرب المحلي لوسيو أنطونيس بتعليمات المدير الفني لريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، من أجل إحداث مفاجأة بالاعتماد على مجموعة من المحترفين بالدوري البرتغالي (19 لاعبا)، وهو الذي صرح عقب لقاء فريقه مع منتخب «البافانا البافانا»، أن «أسماء القرش» يسعون إلى خطف مزيد من النقاط بغية إسعاد نصف مليون مشجع. ولعل من المفارقات الغريبة أن منتخب الرأس الأخضر الذي يراه الكثيرون الحلقة الأضعف في هاته المجموعة، إذ يحتل مرتبة أعلى في تصنيف المنتخبات الأقوى إفريقيا (15) وعالميا (69)، متفوقا على منتخبات المغرب وجنوب إفريقيا وأنغولا، علما أن اتحاده المحلي لم يتأسس إلا سنة 1982، وانضم للاتحاد الدولي (الفيفا) بعدها ب 4 سنوات، أما التحاقه بأسرة الكرة الإفريقية (الكاف)، فكان سنة متأخرا إلى عام 2000، نظرا لأن استقلاله جاء متأخرا عن البرتغال سنة 1975. وفي المباراة الثانية، تلتقي جنوب إفريقيا بأنغولا، وعينها على النقاط الثلاثة بهدف تصحيح وضعها، بعدما باتت مهددة بالخروج من الدور الأول على أرضها وأمام جماهيرها، إثر أدائها المخيب في لقاء الافتتاح ضد الرأس الأخضر (0-0)، ناهيك أن نتائجها في المباريات التحضيرية كانت مخيبة، ما أثار سهام النقد من لدن الصحافة الجنوب إفريقية. بيد أن مهمة «الأولاد» لن تكون سهلة بحكم مواجهتهم لأنغولا الساعية بدورها إلى انتزاع نقاط المباراة، حيث أن هدف «الظباء السوداء» من الحضور بالدورة ال 29 ل «الكان» لا يقتصر على المشاركة فقط، بل إن ترغب في أن تحجز إحدى بطاقة العبور للدور الثاني، بعدما اكتسبت كتيبة المدرب الاوروغوياني غوستافو فيرين الخبرة الكافية قاريا ودوليا، وظهر ذلك خلال مباراة المغرب، حيث كان الأنغوليين قريبين من تحقيق الفوز في الأنفاس الأخيرة.