الفريق الوطني يدفع ثمن أخطائه ويودع «الكان» مبكرا... «وعادت حليمة لعادتها القديمة»، هذا ما خرج به الجمهور المغربي عشية أول أمس الأحد، بعدما ودع الفريق الوطني نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، عقب تعادله أمام منتخب البلد المضيف بهدفين لمثلهما، وهي النتيجة التي لم تساعد المغرب على المرور إلى الدور الثاني بالنظر إلى فوز الرأس الأخضر على أنغولا في اللقاء الثاني. وغادر «أسود الأطلس» المونديال الإفريقي عقب إنهائهم الدور الأول في المركز الثالث ب 3 نقاط من 3 تعادلات، لم تكن كافية لانتزاع المركز الثاني الذي آل لمنتخب «كاب فيردي»، وهي المرة الرابعة على التوالي بعد دورات 2006 بمصر و2008 بغانا و2012 بغينيا الاستوائية والغابون، علما أن المغرب لم يتأهل أساسا إلى دورة أنغولا 2010، لتستمر بذلك سلسلة نكسات الكرة المغربية منذ بلوغ نهائي «الكان» بنسخة تونس 2004. وكرست مباراة الأحد عقدة المنتخب المغربي أمام منتخبات البلدان المضيفة، إذ لم يسبق له أن تغلب على أحد منها في النسخ السابقة، حيث خسر اللقب الإفريقي أمام تونس بدورة 2004، وتعادل أمام مصر في 2006، وغانا في 2008، وكان آخرها بدورة 2012 عندما انهزم ضد الغابون أحد البلدين المنضمين للبطولة، وها هو يفشل في انتزاع الفوز من جنوب إفريقيا. ودخل الفريق الوطني بتشكيلة مغايرة، إذ أقحم الناخب الوطني رشيد الطاوسي كلا من يوسف القديوي بشكل مفاجئ ، وأعاد عصام عدوة إلى خط الارتكاز وهو مركزه الأصلي رفقة نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي، وأشرك أحمد القنطاري مكانه، فيما غاب عادل هرماش وكريم الأحمدي، كما أعاد عبد الحميد الكوثري إلى التشكيلة، وأضاف كريم الشافني وشهير بلغزواني منذ البداية، وفضل الاحتفاظ بنور الدين أمرابط وأسامة السعيدي ومنير الحمداوي في الاحتياط، ويكتفي بيوسف العربي في المقدمة. وبدأ الفريق الوطني المباراة بشكل جيد رغم الضغط الهائل لجماهير «البافانا البافانا» التي حجت بقوة لملعب «موزيس مابيدا»، وضغط بقوة من أجل تسجيل هدف التقدم، وهو ما تأتى له عبر عصام عدوة إثر ضربة ركنية نفذها عبد العزيز برادة في الدقيقة العاشرة، ما أنعش آمال «أسود الأطلس» في التأهل إلى الدور الثاني رفقة «الأولاد». ومنح هذا الهدف جرعات ثقة للعناصر الوطنية، لكنها بدأت في التراجع إزاء اندفاع أصحاب الأرض بحثا عن التعديل، وفي المقابل كان «أسود الأطلس» قادرين على إنهاء المباراة بهدف ثان ثم ثالث، لو تم استغلال فرصتين أتحيتا لكريم الشافني ويوسف العربي، لكن الأول أضاع الكرة رغم انفراده بالحارس الجنوب إفريقي، أما الثاني فهو الآخر أهدر هدفا محققا لعدم تعامله مع الكرة بشكل أفضل، حيث أبعدها الحارس إيزاك خون. وفي الوقت الذي كان الجميع يعتقد أن المغرب متجه لتعويض بدايته المخيبة ب «الكان»، تمكن لاعب الوسط ماي ماهلانغو من تحطيم قلوب المغاربة بهدف في الدقيقة الواحدة والسبعين، ما جعل الطاوسي يسارع إلى إدخال منير الحمداوي مكان عبد العزيز برادة ليجاور العربي في المقدمة، علما أنه أشرك وبشكل غير متوقع عبد الإله الحافيظي مكان يوسف القديوي، كما سحب شهير بلغزواني ووضع بدلا منه زكرياء بركديش. وفي أول ظهور رسمي له بزي القميص الوطني، خطف الحافيظي الأنظار وهو الذي كان غير مرشح للعب ب «الكان» لولا إصابة زميله المهدي النملي، حيث تلقى اللاعب الرجاوي أرضية من بركديش أودعها الشباك (د 82) معيدا البسمة والأمل لقلوب الملايين من المغاربة، خاصة أن منتخب الرأس الأخضر نجح في معادلة النتيجة في اللقاء الآخر، إلا أن أربعة دقائق كانت كفيلة لتكسير القلوب بهدف يتحمل الحارس والدفاع مسؤوليته، سجله سيابونغا سانغويني. ولم يكن التعادل كافيا ل «أسود الأطلس» من أجل مرافقة جنوب إفريقيا للدور القادم، إذ أن منتخب «أسماء القرش» نجح في قلب التوقعات وقلب خسارته في الشوط الأول أمام «الظباء السوداء» إلى فوز في الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء، ويكتفي الفريق الوطني بالمركز الثالث، ويلتحق إلى جانب منتخب انغولا بالمنتخب الجزائري الذي كان أول المنتخبات المودعة للمونديال الإفريقي. تصريحات عبد الإله الحافيظي: قال عبد الإله الحافيظي، لاعب المنتخب المغربي، إنه يشكر الطاوسي الذي منحه فرصة اللعب في مباراة اليوم ضد البلد المنظم جنوب إفريقيا. وأكد الحافيظي، لاعب الرجاء البيضاوي، أنه خاض المواجهة بدون ضغط، وأنه كان يتمنى أن يلعب كأس إفريقيا وقد تحقق حلمه باللعب في هذه النهائيات، مشيرا إلى أنه سعيد بتسجيله الهدف الثاني في مرمى جنوب إفريقيا. وأضاف الحافيظي أنها البداية فقط وأن المنتخب المغربي أمامه محطات كثيرة مستقبلا، وأن العناصر التي يتوفر عليها المنتخب الآن قادرة على أن تقول كلمتها في باقي التظاهرات. نادر لمياغري: «المباراة لم تكن مفتوحة كما كان متوقعا٬ منتخب جنوب إفريقيا لم يضيع الفرصة وبذل كل ما في وسعه لتسجيل الهدف الثاني. اللاعبون أحسنوا تدبير اللقاء لكن الحظ جانبهم. اعتمدنا على السرعة في اللعب وهو ما أعطى ثماره». أحمد القنطاري: صرح أحمد القنطاري مدافع المنتخب المغربي عقب التعادل المخيب أمام منتخب جنوب إفريقيا والإقصاء المبكر من نهائيات ال»كان» أنه محبط جدا بعد هذه النتيجة. وقال أنه راض عن أداء زملائه خلال هذه المباراة، إذ أبانوا على روح وطنية كبيرة وقتالية في الميدان، إلا أن الرياح جرت كما لا تشتهيه السفن. وعبر المدافع الذي شاراك في أول مباراة له، عن اسفه الكبير بعد إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول، مقدما اعتذاره لكافة الجمهور المغربي. عصام عدوة أعرب عصام عدوة، لاعب المنتخب الوطني المغربي عن حسرته، لخروج المغرب من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم، على حساب البافانا بافنا جنوب إفريقيا. وقال عدوة، في تصريحات صحفية، إن المغرب على الرغم من إقصائه سيبقى قوة كروية إفريقيا، داعيا إلى توحيد الجهود من أجل كسب ورقة التأهل إلى المونديال البرازيلي. وأضاف عدوة، مسجل الهدف الأول للمنتخب المغربي، أن الأسود دخلت المباراة بقتالية كبيرة، من أجل حصد بطاقة التأهل للدور الثاني، مشيرا إلى المنتخب الوطني كان بإمكانه إنهاء المباراة في العديد من المرات. وقال : «فرص عديدة وحقيقة لتسجيل الأهداف لم نستغلها بالشكل الجيد.. أتمنى أن نوفق في المباريات المقبلة». عبد العزيز برادة: قال عبد العزيز برداة، لاعب المنتخب المغربي، إن اللاعبين قدموا مباراة جيدة وخرجوا مرفوعي الرأس رغم إقصائهم وتوديعهم لهذه النهائيات. وأكد برادة ، المحترف في صفوف خيتافي، أن الكل يتحسر لإقصاء المنتخب المغربي بهذه الطريقة، مشيرا إلى أن جميع اللاعبين قدموا ما عليهم لكن الحظ لم يكن بجانب الأسود. وأضاف برادة في تصريحه بعد نهاية المباراة، أن النخبة الوطنية سترتب أوراقها وستواصل العمل الذي قام به رشيد الطاوسي مدرب المنتخب المغربي من أجل إعداد منتخب قوي والظهور بوجه مغاير في المستقبل. غوردون إغيسوند (مدرب منتخب جنوب إفريقيا): «البافانا بافانا كان يتحتم عليهم المرور إلى الدور الثاني خاصة بعد الفوز على منتخب أنغولا (2-0). اللاعبون كانوا يدركون صعوبة المهمة التي تنتظرهم. منتخبنا كرس تفوقه أمام منتخب مغاربي يتوفر على لاعبين موهوبين يمارسون في كبريات البطولات الأوربية على الخصوص».