تتوجه أنظار جمهور كرة القدم المغربية يوم الأحد بداية من الساعة الخامسة مساء إلى ملعب موزيس مابيدا بمدينة دوربان الجنوب إفريقية الذي يحتضن مباراة أسود الأطلس أمام منتخب جنوب إفريقيا برسم الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول من منافسات المجموعة الأولى في نهائيات أمم إفريقيا 2013 لكرة القدم المقامة في جنوب إفريقيا حتى 10 فبراير. وتكتسي مباراة اليوم أهمية بالغة للمنتخب المغربي وطاقمه التقني بقيادة المدرب رشيد الطاوسي، إذ على ضوئها سيتحدد مصير الأسود في مشوار النهائيات إما بالعبور إلى دور الربع أو حزم الحقائب والعودة إلى المغرب بخفي حنين. كما تعد المواجهة فرصة للعناصر الوطنية لاستعادة ثقة الجمهور المغربي بعد التعادلين المخيبين في المباراتين الأوليين أمام منتخبي أنغولا والرأس الأخضر واللتين نجا فيهما الفريق الوطني من هزيمتين محققتين بالنظر إلى المستوى الهزيل والكارثي الذي قدمه اللاعبون المغاربة، كما عرت تلك المباراتين على ضعف في اللياقة البدنية لدى العناصر الوطنية ، وأخطاء كثيرة في توظيف بعض اللاعبين من طرف الناخب الوطني رشيد الطاوسي. وسيكون على الفريق الوطني الاستفادة من دروس مباراتي أنغولا والرأس الأخضر خصوصا في جانب "التركيز واختلال التوازن" وتوظيفها في مباراة الغد أمام منتخب جنوب إفريقيا العائد بقوة إلى المنافسة إثر فوزه البين والصريح على منتخب أنغولا بهدفين نظيفين تمكن بهما من تصدر المجموعة الأولى بأربع نقاط من فوز وتعادل. وتسود حالة من القلق لدى الجمهور المغربي الذي يتخوف من تكرار سيناريو النسخة الماضية في الغابون وغينيا الاستوائية، عندما خرج الفريق الوطني من الدور الأول، كما يتخوف الجمهور أيضا من تكريس عقدة البلد المضيف حيث لم يسبق للأسود أن فازوا في مباراة رسمية على منتخب البلد المضيف. ففي نسخة 2000 بنيجيريا وجد المنتخب الوطني نفسه في وضع مشابه في الجولة الأخيرة أمام منتخب نيجيريا و كان يكفيه وقتها التعادل فقط للتأهل رفقة المنتخب التونسي قبل أن يخسر الأسود المباراة بهدفين نظيفين حكما عليه بالإقصاء المبكر ومغادرة الدورة من دورها الأول. وفي نسخة 2004 كرست عقدة أصحاب الأرض وهذه المرة في الدور النهائي بعد خسارة المنتخب المغربي للقائه أمام منتخب تونس. أما في نسخة 2006 بمصر فواجه المنتخب المغربي نظيره المصري وانتهت المباراة بالتعادل. وفي دورة 2008 بغانا تواصل نفس السيناريو وخسر المنتخب المغربي في لقائه الفاصل في الجولة الأخيرة أمام منتخب غانا وخرج من الدور الأول أيضا. وفي الدورة الماضية 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية الجميع يتذكر المستوى الكارثي الذي ظهر به الأسود وخسارتهم أمام منتخب الغابون وخروجهم المذل من الدور الأول. ويتمنى المغاربة أن يفك الأسود عقدة البلد المضيف هذه المرة في جنوب إفريقيا ويحققوا الفوز على منتخب "بافانا بافانا"، رغم أن المهمة شبه صعبة لكنها في نفس الوقت ليت بالمستحيلة. يذكر أن منتخب جنوب إفريقيا الفائز على منتخب أنغولا بهدفين نظيفين يتصدر الترتيب برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين لكل من المغرب والرأس الأخضر ونقطة واحدة لأنغولا. وأصبحت مهمة المغرب صعبة كما المنتخبات الثلاثة الأخرى في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول حيث يلتقي غدا الأحد في الساعة الخامسة بالتوقيت المغربي مع جنوب إفريقيا فيما ينازل في نفس التوقيت منتخب الرأس الأخضر منتخب أنغولا. وبلغة الحسابات يحتاج الأسود إلى الفوز لضمان التأهل حيث سيصبح رصيده 5 نقاط ولن يضطر إلى انتظار نتيجة المباراة الأخرى بين الرأس الأخضر وأنغولا، أما الهزيمة لا قدر الله فستقصيه مباشرة، فيما التعادل سيدخله في منافسة مع منتخب الرأس الأخضر في حال تعادل الأخير مع أنغولا، أما إذا فاز الرأس الأخضر فسيتأهل الأخير مباشرة. دون أن ننسى أن أنغولا هي الأخرى ما تزال في السباق حيث فوزها على الرأس الأخضر وتعادل المغرب أو هزيمته فسيؤهلها مباشرة رفقة منتخب جنوب إفريقيا، هذا الأخير يكفيه التعادل أمام المغرب للعبور إلى دور ربع النهائي. عموما فوز الأسود على "البافانا بافانا" أمر صعب لكنه ليس بالمستحيل إذا لعبت العناصر الوطنية بالشكل الذي ظهرت عليه في العشر دقائق الأخيرة من المباراة أمام الرأس الأخضر حيث الاندفاع الإيجابي والروح القتالية".