أكد وزير الصحة الحسين الوردي، الجمعة الأخير بمراكش، أن المغرب، بفضل الإرادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عازم، بكيفية أكيدة، على ترسيخ المسلسل الديمقراطي وتعزيز حقوق الإنسان، خاصة حق الولوج إلى الخدمات الصحية المؤمنة، الإنسانية، وذات جودة. وأضاف الوردي، في كلمة ألقيت نيابة عنه خلال افتتاح أشغال المؤتمر الأول للائتلاف الفرانكفوني للجودة وتدبير المخاطر في المجال الصحي «أفكاريس»، المنظم على مدى يومين تحت شعار «مبادرات تحسين المجال الصحي داخل الفضاء الفرانكفوني»، أن القانون الإطار رقم 34-09، المتعلق بالمجال الصحي وتقديم الخدمات الاستشفائية، وضع مفهوم الجودة في صلب الإجراءات التي نص عليها، وذلك من خلال خمسة بنود تعالج مجالات سلامة الدم وسلامة الأدوية والمنتوجات الخاصة بالصيدلية والتجهيزات والموارد البشرية. وبعد أن أشار إلى أن الأمر يتعلق أيضا بمواصفات ومعايير الجودة والتطبيقات الجيدة وقواعد الأخلاقيات المطبقة على مستوى كل مهنة والقواعد التنظيمية وتدبير المؤسسات الصحية، اعتبر الوردي أن جودة الخدمات الصحية المرجوة من قبل المواطن المغربي أو مواطن العالم، تستدعي تطبيق هذه الإجراءات، وذلك من خلال اللجوء إلى تدبير أمثل، ملاحظا أنه من خلال نهج مبادرة التقييم المستمر تكتشف مؤشرات الوسائل والنتائج. من جانب آخر، أبرز الوزير أن تنظيم هذا الملتقى الفرانكفوني يعد فرصة بالنسبة للمغرب لتثمين مفهوم الجودة وتثمين وتشجيع الموارد البشرية التي تشتغل في القطاع الصحي، ومناسبة لفتح آفاق واسعة للتعاون ونقل المعارف. إلى ذلك، أكد مدير مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة بالنيابة بوزارة الصحة، ميمون الناصري، أن الوزارة تتبنى إستراتيجية معقلنة لتحسين مستوى جودة الخدمات الإستشفائية والسلامة الصحية للمواطنين. ويهدف هذا اللقاء إلى تشجيع تبادل التجارب والخبرات بخصوص الوسائل والآليات الكفيلة بالتمكن من الجودة وتدبير المخاطر داخل البنيات الصحية بالدول الفرانكفونية، فضلا عن كون هذه التظاهرة الأولى تسعى إلى التعريف بالائتلاف الفرانكفوني للجودة وتدبير المخاطر الصحية وتقديم أعضائه والأهداف التي سطرها بالنسبة لسنة 2013. ويشارك في هذا اللقاء عدد من مهنيي قطاع الصحة، من مؤسساتيين ومديري المؤسسات الاستشفائية والموارد البشرية الطبية والشبه طبية ومهندسي المستشفيات والإداريين والتقنيين والجامعيين بالفضاء الفرانكفوني. وسيناقش المشاركون عدة محاور تتطرق، بالخصوص، إلى تجارب الدول في هذا المجال ومختلف الوسائل المرتبطة بكيفية تقييم المؤسسات الاستشفائية والصحية، والآليات والوسائل المستعملة في تدبير المخاطر ومساهمة أنظمة المعلومات الاستشفائية. كما يعد هذا اللقاء فرصة لرصد خصوصيات وأولويات كل طرف ومحاولة تقديم الحلول الملائمة لحاجيات كل دولة وكل مؤسسة صحية منخرطة في الائتلاف. ويروم الائتلاف الفرانكفوني للجودة وتدبير المخاطر في المجال الصحي، وهي جمعية علمية مهنية وغير سياسية، يتواجد مقره بالمديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، نقل المعارف والخبرات من الشمال إلى الجنوب بخصوص إرساء مبادرات تحسين التطبيقات في المجال الصحي والاستشفائي، فضلا عن كونه يعد جهازا لدعم المؤسسات ومهنيي القطاع الصحي بالفضاء الفرانكفوني بإفريقيا والشرق الأوسط.