الهجمات الإرهابية المتكررة في العراق تضيف ضغطا على حكومة نوري المالكي المتهمة بالفشل في إدارة كل الملفات بما فيها الملف الأمني والتي تتوسع مطالبة الشارع لها بالرحيل وتتجاوز حدود العراق بحد ذاته. فقد قتل 33 شخصا على الأقل وأصيب نحو 250 آخرين بجروح في سلسلة هجمات بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، وقعت أمس في مناطق متفرقة بالعراق. وتأتي الهجمات الإرهابية المتكررة في العراق لتضيف ضغطا على حكومة نوري المالكي المتهمة بالفشل في إدارة كل الملفات بما فيها الملف الأمني والتي تتوسع مطالبة الشارع لها بالرحيل، وتتجاوز حدود العراق بحد ذاته. وتظاهر أمس مئات من العراقيين في صنعاء مطالبين برحيل المالكي. وردد المتظاهرون الذين رفعوا إعلاما عراقية شعارات مناهظة لسياسة المالكي وتجمعوا أمام السفارة العراقية في صنعاء. واعتبروا أن ما يجري في العراق من «أعمال إرهابية يقوم بها مأجورون ينفذون سياسات خارجية». كما طالبوا إيران بعدم التدخل في الشأن العراقي مؤكدين أنهم سنة وشيعة يقفون صفا واحدا ضد سياسة المالكي. ووزعوا بيانا قالوا فيه «نعبر عن دعمنا ومؤازرتنا لأبناء شعبنا العراقي الأبي المعتصم في ساحات العز والكرامة في مطالبهم المشروعة». ومن جهته، قال عاصم الدليمي المتحدث باسم الجالية العراقية لفرانس برس «نشجب كل أعمال العنف التي تستهدف الشعب العراقي هذه العمليات مرفوضة والذي يقوم بمثلها مأجورون». وندد الدليمي بالتدخلات الخارجية في العراق قائلا إن الحكومة العراقية «تنفذ اجندات خارجية وبشكل خاص إيرانية». وحيال هذه الضغوط تحاول الحكومة العراقية تدارك الوضع بمعالجات يصفها الملاحظون بالسطحية. وأعلن نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أمس إطلاق سراح سبعين معتقلا، إضافة إلى 335 أطلق سراحهم الاثنين، في إطار تلبية الحكومة لمطالب تظاهرات واعتصامات في محافظات سنية شمال وغرب بغداد، ضد سياسة المالكي وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين خصوصا النساء. وقال الشهرستاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير العدل حسن الشمري ووزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني لقد «صدرت الأوامر اليوم بالإفراج عن سبعين شخصا وهذا اجراء يومي ومستمر» لإطلاق سراح دفعات أخرى . وحيال الوضع الأمني السائر نحو مزيد التعقيد تبدو الحكومة العراقية في حالة من العجز، فيما لا يُستبعد وجود خلفيات طائفية للتفجيرات. ووقعت الهجمات الأعنف أمس في محافظة كركوك، وكبرى مدنها التي تحمل نفس الاسم «240 كلم شمال بغداد» حيث قتل ما لا يقل عن 19 شخصا وأصيب 190 آخرون في هجومين احدهما انتحاري بسيارة مفخخة. وفي الحويجة «50 كلم غرب كركوك»، قال مصدر في الشرطة ان «شرطيا قتل وأصيب أخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في احدى قرى الحويجة» واكد الطبيب في مستشفى الحويجة تلقي جثة الشرطة ومعالجة اخر. وفي هجوم اخر، قتل خمسة اشخاص على الاقل واصيب حوالى اربعين اخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقرا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني. واشارت حصيلة اولية الى مقتل اربعة وجرح ثلاثين في الهجوم ذاته. كما قتل شخص واصيب ستة جنود بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية جنوب مدينة بيجي «200 كلم شمال بغداد». وفي تكريت «160 كلم شمال بغداد» قتل شرطي جراء انفجار عبوة لاصقة على سيارته الخاصة وسط تكريت. وفي بغداد، قتل ستة اشخاص بينهم اربعة من الشرطة واصيب تسعة اخرون بجروح في هجمات متفرقة. ووقعت سلسلة الاعتداءات غداة اغتيال النائب عن القائمة العراقية عيفان سعدون العيساوي المعروف بتصديه لتنظيم القاعدة، في اعتداء ينذر بزيادة حدة الازمة السياسية بين رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وحلفائه في القائمة العراقية التي يهيمن عليها السنة.