أثار النائب البرلماني «الحسين قاسمي» من فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، موضوع الحالة الطرقية السيئة لمناطق الأطلس المتوسط بعد التساقطات الثلجية التي همت هذه المناطق في الآونة الأخيرة، وجاء ذلك خلال سؤال شفوي عادي وجهه لوزير التجهيز والنقل «عزيز الرباح» خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية المنعقدة بالمجلس يوم الاثنين الماضي 17 ديسمبر الجاري، والذي تساءل من خلاله عن الإجراءات والتدابير التي تنوي الوزارة اتخاذها لتيسير تحرك المواطنات والمواطنين في تلك المناطق، بعد تعثر حركة النقل والتنقل بها، إثر التساقطات المطرية والثلجية المذكورة، ملاحظا مدى التأخر الكبير في إنقاذ المواطنين، وتباطؤ وتيرة فتح الطرق في هذه المناطق، مما أدى إلى عزلتها التامة. وأبرز النائب «الحسين قاسمي» أن هذه المناطق وخاصة إقليم «إيفران» والأقاليم المجاورة والتي تعتبر وجهة مفضلة لدى جل المغاربة وخاصة هواة السياحة الجبلية، أصبحت شبكتها الطرقية تعرف الازدحام وحوادث السير القاتلة، كما أنها غير قادرة على استيعاب عدد الوافدين عليها. وللتخفيف من هذا الازدحام دعا النائب «الحسين قاسمي» وزير التجهيز والنقل، إلى الإسراع في تثنية الطريق الرابطة بين مدينتي «الحاجب» و»إيفران» والطريق الرابطة بين «إيفران» و»فاس» وتثنية المثلت الطرقي الرابط بين مدينتي «أزرو» و»إيفران» والمحطات الثلجية «هبري» و»ميشليفن». وأكد النائب «الحسين قاسمي» في معرض سؤاله أن الشبكات الطرقية في المناطق المذكورة، عرفت خلال التسقاطات الثلجية الأخيرة شللا تاما، مثل الطريق الرابطة بين أزرو والراشيدية التي كانت مقطوعة لمدة أربعة أيام وخاصة بين أزرو وتمحضيت، والطريق الرابطة بين الحاجب وإيفران لمدة يومين، والطريق بين إيموزار كندر وإيفران لمدة 24 ساعة، والطريق بين بولمان وإيفران لمدة 24 ساعة أيضا، والطريق الرابطة بين أزرو وإيفران التي كانت مقطوعة لفترات تتراوح بين أربعة إلى ستة ساعات، رغم قصر المسافة بينهما (17 كلم)، مشيرا إلى أن هذا الواقع ناتج بالأساس عن كثرة التساقطات الثلجية، ولكن أيضا بسبب قلة الآليات المستعملة لإزاحة الثلوج، مبينا أن النصف من هذه الآليات كانت غير صالحة ومتوقفة في المرائب التابعة لوزارة التجهيز والنقل، موضحا في ذات السياق أن مدينة الحاجب التي تعتبر بوابة لمنطقة الأطلس المتوسط، كان من المفروض أن تخصص لها ستة آليات لإزاحة الثلوج، لأنها تعرف تساقطات ثلجية هامة، ولكونها تأتي في ملتقى طريقين رئيسيين، هما الطريق التي تربط الحاجب بالراشيدية عبر أزرو، والطريق التي تربط «بولمان» عبر إيفران. ومن بين ما أكده وزير التجهيز والنقل «عزيز الرباح» في معرض جوابه قوله أن بلادنا تعرف تحولات في الطقس، مشيرا إلى أن 17 إقليما تشهد تساقطات ثلجية بما يناهز 5000 كلم، موضحا أن الوزارة تتوفر في الوقت الحالي على 104 من الآليات فقط أي بمعدل آلية واحدة لكل 50 كلم، معلنا أن الوزارة عقدت صفقات للزيادة في عدد الآليات، أما الغلاف المالي المخصص لعمليات إزاحة الثلوج فقط فهو يصل إلى 13 مليون درهم، ويتضمن المحروقات وكراء الآليات والإستعانة ببعض العمال. أما الآليات لإزاحة الثلوج فذكر الوزير أن معدل عمرها يصل إلى 12 سنة تقريبا، موضحا أن عدد العاملين التابعين للوزارة والمخصصين للتدخلات يصل إلى 387 عامل و42 إطارا و61 تقنيا و114 سائقا و170 عونا، مبينا أن الإشكال المطروح يتمثل في كون جزء كبير من التقنيين والعاملين وخاصة السائقين سيحالون على التقاعد، ولهذا فان الوزارة ستدخل في الإشتغال مع شركات للمساعدة على مستوى التدخل ولإكمال الخصاص المطروح للوزارة. موضحا أن هناك خصاصا بالفعل وأن طلبات كثيرة تأتي من الأقاليم لتثنية الطرق والتي من الممكن إيجاد الأموال لإنجازها، موضحا بالمقابل أن صيانة هذه الطرق تتطلب أربعة إلى خمسة مرات.