تسببت الثلوج التي تتساقط على دواوير في الأطلس المتوسط في انقطاع شبه تام عن الدراسة، فبحسب مصدر مطلع فقد غطت الثلوج أرضية وأسقف المدارس، التي لا تتوفر على أدنى شروط التدريس، في ظل هذه الظرفية التي تعرف فيها تلك المناطق موجة برد قاسية، ويتعلق الأمر بدواوير (آيت سعيد أوداود وآيت غانم يشوو آيت إبراهيم وآيت بن علا، وتيزي نغشو وأكرسيف) التابعة لجماعة «تانوردي» في الأطلس المتوسط. وأفاد المصدر ذاته أن الوضع في هذه الدواوير سيء جدا، «بدءا بالطرق التي حاصرتها الثلوج، مرورا بالسكان الذين دخلوا في عزلة تامة عن العالم الخارجي مُهدَّدين بالجوع، هم وأغنامهم التي لا تجد العلف لاستمرارها في الحياة، في ظل نقص في المواد الغذائية ووجود السكان في مناطق تبعد بحوالي 100 كيلومتر عن المدينة». ووصف المتحدث حالة الدواوير بالمزرية في ظل النقص الحاد في حطب التدفئة وغياب الآلات التي تعمل على إزاحة الثلوج، موضحا أن التلاميذ ومنذ 15 يوما انقطعوا بشكل تامّ عن الدراسة بسبب الظروف غير المشجعة على التحصيل، وحتى التلاميذ الذين يقاومون درجة البرودة ويلجون إلى المدرسة لا يتمكنون -حسب المصدر ذاته- من التحمل أكثر من ساعة ليعودوا أدرجاهم إلى منازلهم. وندد المتحدث بغياب إستراتجية لمواجهة مثل هذا الوضع في هذه القرى النائية من طرف الحكومة والوزارات المعنية بالمقارنة مع بعض المناطق التي استفادت من جميع الوسائل لمواجهة التساقطات الثلجية. وأضاف أن «من أراد شراء الخشب عليه أن يدفع ثمن 100 أو150 درهما للقنطار الواحد، كما أن حركة السير توقفت تماما في هذه الدواوير، ومن أراد قضاء حاجياته يجب عليه أن يستقل التّراكس»، واعتبر أن «الطريقة التي تبنى بها هذه المدارس هي شبيهة بغرف للتعذيب في غياب تام لوسائل التدفئة». وفي هذا السياق، أكد عبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل٬ أن وزارته ستعمل على تجديد أسطول آليات إزاحة الثلوج وإنجاز صفقات مع مقاولات خاصة من أجل مواجهة الخصاص المسجل على مستوى إزاحتها. وأضاف الرباح، في رده على الأسئلة التي وُجِّهت له في مجلس النواب، والتي تمحورت حول إشكالية الطرق المقطوعة والمحاصَرة بالثلوج وكيفيات فك العزلة عنها، أن «إمكانات الوزارة تبقى محدودة مقارنة مع توسع مساحة المناطق التي تعرف تساقطات ثلجية خلال السنوات الأخيرة». وأوضح الوزير، في جوابه، أن عمليات إزاحة الثلوج تكلف لوحدها 13 مليون درهم، مشيرا إلى أن التساقطات الثلجية تشمل 17 إقليما تمتد على مساحة تناهز 5 آلاف كيلومتر٬ وأن الوزارة تتوفر فقط على 104 آليات لإزاحة الثلوج٬ وهو ما يمثل آلية لكل 50 كيلومترا.