همي الأساسي هو إبراز وجه المغرب كما هو قدم المخرج السينمائي نورالدين الخماري العرض ما قبل الأول لشريط السينمائي الطويل «زيرو» بسينما ميكاراما بالدارالبيضاء ليلة أول أمس، وبالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه: ما هي ظروف إخراجك لشريط زيرو؟ السينما المغربية اليوم بحاجة إلى التطرق للعديد من الظواهر الاجتماعية، بحاجة إلى إبراز وجه المغرب كما هو، لكن بطريقة فنية وصادقة في الآن نفسه، هذا هو همي الأساسي. علينا أن نصور مجتمعنا دون أن ندع الآخر يتولى عوضا عنا تصويره، فنحن نلاحظ أنه غالبا ما يأتي الأوربي إلى المغرب ويصور مجتمعنا بطريقة فولكلورية. اليوم بات باستطاعتنا القول إننا نصور مجتمعنا بطريقتنا الخاصة، بدون عقد أثناء الحديث عن مشاكلنا، ونحن نتحمل هذه المسؤولية، فهناك أشياء جميلة وأخرى بشعة في مجتمعنا، ولكن نحن ينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا في الحديث عن ذلك. الملاحظ سيادة العنف اللفظي في هذا الشريط، لماذا هذا الاختيار وهل يعكس الواقع بالفعل؟ ليس هناك عنف لفظي، بل يمكن القول إن هناك عنفا موجودا في الشارع، فشخوصي هم من الشارع، وينتمون إلى مجتمع قاس وبشع، ولا يمكن لي أن أصورهم وأجعلهم ينطقون بالعربية الفصحى، سأكون كذابا ومنافقا إن فعلت ذلك، وأنا أظن أن أي فنان، ليس من حقه أن يكذب وينافق. نفس البيئة التي صورت فيها شريطك السابق كازانيكرا، حاضرة في هذا الشريط، بطقوسها الليلية، هل يمكن اعتبار شريط زيرو امتدادا لشريط كازانيكرا؟ شريط زيرو يشكل استمرارية للثلاثية التي أنا بصدد استكمالها، فبعد أن أخرجت الشريطين الطويلين كازانيكرا وزيرو، هناك شريط آخر في الطريق ، لأنني بصدد إنجاز ثلاثية عن الدارالبيضاء، ولأنني مقتنع بأن هذه المدينة بالإمكان أن نصور فيها ألف فيلم ونظل على الدوام نصور فيها، لأنها شديدة الغنى. هل يمكن أن تقدم لنا فكرة عن هذا الشريط الثالث؟ عندما يحين الوقت للحديث عنه، سأقوم بذلك، كل ما يمكن لي قوله الآن، هو أن الفيلم سيتطرق هذه المرة لعالم آخر لم يسبق لي أن صورته.