بذور إيطالية وإسبانية غير ملائمة لمناخ المغرب تغزو السوق الوطنية انطلقت، منتصف الشهر الجاري عملية استيراد البذور المختارة، وتغزو الأسواق الوطنية هذه الأيام بذور مصنعة في كل من إيطاليا وإسبانيا، في انتظار كميات إضافية تلبي الطلب المرتفع وتغطي الخصاص الناجم عن تواضع الموسم الفلاحي الفارط الذي تميز بتساقطات مطرية متوسطة، وبانخفاض مهم في درجات الحرارة، مما أثر سلبا على محصول الحبوب الذي يقدر ب 48 مليون قنطار. وتفيد مذكرة إخبارية للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني بأنه تم جمع 17.5 مليون قنطار من هذا المحصول إلى غاية متم نونبر الماضي٬ 99.3 في المائة منها من القمح اللين، وتم اللجوء بالتالي إلى الأسواق الخارجية حيث بلغت واردات الحبوب 27.9 مليون قنطار متم نونبر٬ الماضي بزيادة63 في المائة مقارنة مع واردات أكتوبر من الموسم الفلاحي السابق، فيما بلغت واردات القمح اللين٬ منذ تعليق فرض الرسوم الجمركية الواجبة على هذا النوع من الحبوب ابتداء من فاتح أكتوبر الماضي٬ 11.6 مليون قنطار. وتصنف البرازيل، حسب المذكرة الإخبارية للمكتب الوطني للحبوب والقطاني، في مقدمة الموردين، تليها أوكرانيا والأرجنتين وفرنسا٬ وكندا وروسيا وليتوانيا. ولا تقتصر تبعات تواضع الموسم الفارط على استنزاف العملة الصعبة لضمان الأمن الغذائي، بل تسببت الظروف المناخية غير الملائمة خلال السنة الماضية، يقول عباس الطنجي الباحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في تصريح لبيان اليوم، في «انخفاض مستوى إنتاج بذور الحبوب خاصة بالمناطق البورية التي تمثل 65% من المساحة المخصصة للزراعة». ولن يتعدى الإنتاج الوطني من البذور المعتمدة، يوضح عباس الطنجي، «830 ألف قنطار. وإذا أضفنا لهذه الكمية المخزون الحالي من البذور المقدر ب 150 ألف قنطار، ستصبح الموفورات الإجمالية 980 ألف قنطار، أي بانخفاض 20% مقارنة مع الاحتياجات من البذور المعتمدة بالنسبة للموسم الفلاحي الحالي والتي تقدر بحوالي 1.2 مليون قنطار». ويرى الخبير الزراعي، في حديثه لبيان اليوم، أن هذا العجز «كان بالإمكان تذويبه بل والتوفر على فائض هام من البذور المختارة لو عمدت الدولة إلى تشجيع الإنتاج المحلي من البذور، ودفع شركة سوناكوس إلى التعامل المباشر مع معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بدل فتح الباب للصفقات الخارجية لشركات غالبا ما تفضل الربح السريع على اقتناء منتجات جيدة». ويرى عباس الطنجي أن الإنتاج المحلي من البذور المختارة هو وحده الكفيل برفع مردوية الأراضي الفلاحية لأنه «الأنسب إلى طبيعة التربة المغربية ومناخها»، مشددا على أنه «لو توفرت كميات كافية من هذه البذور محلية الصنع لتمكن جل الفلاحين المغاربة من مباشرة أراضيهم في وقت مبكر، ولتمكن المغرب من ضمان أمنه الغذائي».