جدران تكاد تتهاوى بفعل الرطوبة والأمطار، مرافق متهالكة وتجهيزات دون المستوى المطلوب، هذه هي حالة المركز الصحي لسيدي فاتح بالرباط والتي اطلع عليها وزير الصحة البروفيسور الحسين الوردي خلال زيارة مفاجئة قام بها للمركز، يوم الثلاثاء الماضي، حيث وقف على الأوضاع المزرية التي يعانيها مرفق صحي عمومي يقدم خدماته لشريحة مهمة من الساكنة. الحسين الوردي الذي كان مرفوقا ببعض أطر وزارته، أعطى تعليماته في الحين للقيام بترميم وتجديد وتجهيز المركز الصحي لسيدي فاتح ليكون في مستوى تطلعات ساكنة المدينة القديمة بالرباط، ومن المنتظر أن تبتدئ الأشغال في هذا الورش يومه الجمعة 30 نونبر ليكون المركز في حلته الجديدة في غضون شهرين. لكن الوزير سجل كذلك تواجد كافة العاملين بالمركز من أطباء وممرضين وإداريين وأعوان وتفانيهم في عملهم رغم ظروف العمل الرديئة، ولم يفت المسؤول الحكومي أن يهنئهم على إحساسهم بالمسؤولية وعلى إخلاصهم في خدمة وطنهم ومواطنيهم بإخلاص وتضحية رغم الصعوبات. وفي نفس الإطار، قام الوزير بزيارة مماثلة، أول أمس الأربعاء، للمركز الصحي لدار بوعزة بعمالة النواصر بالدار البيضاء، حيث وقف هناك أيضا على أوضاع سيئة وأعطى أوامره باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوزها وتحسين جودة الخدمات والاستقبال بهذا المركز. كما هنأ العاملين بهذا المرفق أيضا على المجهودات التي يقومون بها وتفانيهم في عملهم. وتندرج هذه الزيارات الميدانية المفاجئة في إطار استراتيجية الوزارة للوقوف على اختلالات المنظومة الصحية بكافة ربوع الوطن، والعمل على إصلاحها وجعلها أداة فعالة للاستجابة لتطلعات المواطنين وتنفيذ المشروع المجتمعي الطموح المتمثل في نظام المساعدة الصحية الذي يهم 8.5 مليون مغربي. وينتظر من هذه الزيارات أيضا حث المسؤولين الإقليميين والجهويين على أخذ المبادرة والعمل على معالجة المشاكل العالقة في المؤسسات الصحية. كما تأتي هذه التحركات في إطار وفاء الوزير بالتزاماته وترجمة تعهداته التي ما فتئ يعبر عنها منذ تعيينه على رأس وزارة الصحة، حيث أكد غير ما مرة أنه «لم يعين كوزير من أجل الجلوس في مكتبه، بل من أجل حل مشاكل قطاع مرتبط بشكل مباشر بصحة المواطن المغربي»، ولذلك قام بعشرات الزيارات المفاجئة التي همت كل الجهات من الصحراء المغربية إلى شمال الوطن ووسطه، وكان لها وقع مهم على الأوضاع بالمؤسسات الصحية في هذه المناطق. وذلك إيمانا منه بأن مسار الإصلاح والبناء يمر عبر استراتيجية طموحة وواضحة، لكن أيضا عبر سياسة القرب التي تجعل العاملين والمواطنين، على حد سواء، يستردون ثقتهم في منظومتنا الصحية الوطنية.