فضائح فظيعة يكتشفها وزير الصحة في زيارات مفاجئة 250 طن من الأدوية منتهية الصلاحية لم يستفد منها المرضى ولم يتم التخلص منها 250 طن من الأدوية انتهت صلاحيتها دون أن يستفيد منها المواطن، مخزنة بمقر وحدة صناعية لإنتاج الأدوية لم تنتج قرصا واحدا منذ إنشائها قبل عشرين سنة بغلاف مالي قدره 28 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 248 مليون درهم! والأدوية منتهية الصلاحية تركن- في مفارقة عجيبة- جنبا إلى جنب مع التجهيزات المتطورة التي كانت قد اقتنيت لعمل الوحدة الصناعية، إلا أن مصيرها كان هو أن ينخرها الصدأ والتآكل كما ينخر الفساد قطاعا من أكثر القطاعات حيوية ببلادنا... هذه أرقام ومعطيات صادمة وقف عليها وزير الصحة الحسين الوردي خلال قيامه يوم الثلاثاء الماضي بزيارة مفاجئة للصيدلية المركزية ببرشيد، حيث اكتشف وجود هذا المخزن الذي يعطي صورة مرعبة عن الاختلالات الخطيرة في قطاع الصحة، وكذا عن التبذير الكبير لإمكانات الدولة الذي يشهده عدد من مصالح القطاع. وقوف الوزير على هذا الواقع جاء في سياق عدد من الزيارات المفاجئة التي قام بها في نفس اليوم لتفقد كل من المستشفى الإقليمي لسطات والمستشفى المحلي لابن احمد ومستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية ببرشيد، إضافة إلى الصيدلية المركزية للمدينة. وتندرج هذه الزيارات في إطار تصور واضح وشامل لسياسة القرب التي ينتهجها وزير الصحة، للوقوف على وضعية المستشفيات ومشاكل المنظومة الصحية الوطنية واتخاذ القرارات الكفيلة بتصحيح الأوضاع. وهو ما قام به الوزير فعلا من خلال اتخاذه لقرارات زجرية صارمة في حق المسؤولين بالمؤسسات التي اطلع على أوضاعها يوم الثلاثاء. ففي المستشفى المحلي لابن أحمد، وقف الوزير على وضعية صحية كارثية أيضا إذ وجد أن المستشفى الذي يغطي منطقة واسعة الأطراف من قبائل امزاب، لا يتوفر على أبسط أدوات العمل الطبية من قبيل آلة قياس ضغط الدم التي كانت معطلة، مما جعل الوزير يطلب تعويضها في الحال. أما صيدلية المستشفى، فقد كانت مغلقة بسبب العطلة الصيفية للصيدلانية المكلفة بتدبير هذا المرفق العمومي، دون أن يتم تعيين من ينوب عنها، ليبقى المرضى بدون دواء، في الوقت الذي قامت الوزارة بمجهود كبير لاقتناء الدواء خاصة مع تعميم نظام المساعدة الطبية الذي يقوم على مبادئ المساعدة الاجتماعية والتضامن الوطني لفائدة المعوزين، لتمكينهم من تحمل مصاريف العلاج، ومن الحصول على تغطية صحية أساسية والاستفادة من مجانية العلاجات بما في ذلك الدواء. وبعد المستشفى المحلي بابن أحمد، توجه الوزير إلى برشيد لتفقد مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية حيث تبين أن نزلاءه يعانون وضعية فظيعة. كما قام الوزير في نفس اليوم بزيارة تفقدية لمستشفى الحسن الثاني بسطات.