سرب صغير يلتهم ما يأكله 35 ألف شخص يوميا ويقطع 150 كيلومترا في أقل من 24 ساعة جحافل الجراد على الأبواب الجنوبية للمغرب وجهت موريتانيا تحذيرا واضحا ومباشرا للمغرب يفيد إمكانية اجتياح وشيك لأراضيه من قبل أسراب من الجراد، التي انتشرت في العديد من الولايات الموريتانية شرق وغرب البلاد وتواصل الزحف والتوالد نحو الشمال مستفيدة من أحوال الطقس ومن ضعف إمكانيات المكافحة. وقال محمد عبد الله ولد باباه، المدير العام للمركز الوطني الموريتاني لمكافحة الجراد الصحراوي، في اجتماع طارئ للسلطات الموريتانية بنواكشوط «إن اجتياح الجراد المهاجر لبعض مناطق بلادنا أصبح مقلقا بسبب تواجد الآفة في عدة ولايات وبشكل متفرق في الشرق والغرب بالإضافة إلى إمكانية وصول أسراب إضافية من دول الساحل ستتجه صوب شرق البلاد «. وشدد المسؤول الموريتاني على خطورة الوضع الذي سبق لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» أن نبهت إليه شهر أكتوبر الماضي، في خطاب إنذاري وجه إلى منطقة الساحل والمغرب الكبير، معلنا، في اجتماع للجنة تنسيق مكافحة الجراد، نظمته سلطات البلاد أمس بنواكشوط، أن «سيناريو الفاو نلمسه اليوم على أرض الواقع»، ومثيرا انتباه سلطات بلاده والدول المجاورة إلى تواضع وسائل التدخل التي تتوفر عليها موريتانيا برا وجوا والتي لم تمكن، إلى حدود أمس، من «معالجة سوى 15 ألف هكتار من المناطق الموبوءة، وهو ما يمثل 0.01 من المساحة الإجمالية التي غطاها الجراد». ومباشرة بعد إنذار نواكشوط، دعت مريم مهمات، ممثلة منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» في موريتانيا، الشركاء الفنيين والماليين إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة ل «دعم جهود موريتانيا الهادفة للتصدي للاجتياح المحتمل قصد ضمان أمنها الغذائي وقصد حماية الموارد الغذائية والطبيعية للدول المجاورة». من جانبه، لم يخف المغرب مخاوفه من إمكانية انتقال الآفة إلى الأقاليم الصحراوية، وذلك قبل انتشارها بباقي جهات المملكة. وقال محمد دحماني، مسؤول بالمركز المغربي لمكافحة الجراد، إن الخطر وارد، لكن زمن وقوعه «يظل مرتبطا بتوجه الرياح التي تتحكم في سرعة الجراد الذي يمكن أن يقطع 150 كيلومترا في أقل من يوم واحد، وبإمكان سرب صغير منه التهام ما يأكله 35 ألف شخص»، كما يمكن أن تنتج أنثى الجراد، يضيف المتحدث في تصريح لبيان اليوم، «ما يصل إلى 300 بويضة خلال دورة حياتها، وفي وسع جراد واحد أن يلتهم ما يعادل وزنه من الغذاء الطازج يوميا، أي ما يبلغ غرامين كل يوم»، مبرزا أن «سربا ضئيلا واحدا من الجراد يأتي على نفس كمية الغذاء التي يتناولها نحو 35 ألف شخص يوميا». وهو عدد يمكن تقليصه، بحسب مسؤول مركز مكافحة الجراد، لو توفرت إمكانيات المكافحة لدى دول الساحل والصحراء، ولو تمت تقوية التضامن الدولي الذي «يظل دون المستوى، بالرغم من النداءات المتكررة والمنذرة التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة بخطورة الوضع». وكشف محمد دحماني أن المركز المغربي لمكافحة الجراد يتوفر على فرق خاصة بالمراقبة والتأكد من أولى طلائع الجراد تقوم بعملها في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وتقدم تقارير تنفي، إلى حدود التاسع عشر من نونبر الجاري، وصول هذه الحشرة إلى الحدود الجنوبية للبلاد، مشيرا إلى أنه بالرغم من إيجابية التقارير، فحالة الاستنفار ضرورية، خاصة في درجتها الأولى التي يتم بموجبها إعداد وصيانة آليات الاتصال والتدخل والتنقل البرية والجوية. وحول التحذير الموريتاني المباشر الذي يعتبر الثاني من نوعه بعد ذلك الذي وجهته منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» للمغرب بخصوص إمكانية وصول أسراب الجراد الصحراوي، القادم من منطقة الساحل، خلال الأسابيع القادمة، ودعوتها المغرب إلى التعبئة المستعجلة لفرق المكافحة الميدانية للتصدي لهذا الخطر ومكافحته، شدد دحماني على أن «مصالح مكافحة الجراد توجد في حالة ترقب». مضيفا أنه «عند التأكد من وصول أولى طلائع الجراد شمال مالي، سنعبئ، في إطار حالة الاستنفار من الدرجة الثانية، مصالح ومؤسسات متعددة، في نطاق عمل منسق وموحد، تشمل السلطات الإقليمية والمحلية، والمراكز الجهوية لمحاربة الجراد التي تضم عضوية المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، ومصلحة وقاية النباتات، والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، والصحة العمومية ومصلحة رصد التوقعات المناخية».