قيس بنيحيى: الحملة الوطنية للتضامن أضحت موعدا سنويا يضربه كافة المغاربة لتجسيد تشبتهم بقيم التضامن على أرض الواقع فاعلون جمعويون يؤكدون أن الدعم الملكي سيساهم بقوة في تجاوز الصعوبات المادية للجمعيات والتعاونيات أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بمراكش، على إطلاق النسخة ال15 للحملة الوطنية للتضامن، مؤكدا جلالته بذلك حرصه على تجسيد القيم الإنسانية والحضارية والدينية النبيلة للمملكة. وتعد هذه الحملة، التي تنظم تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك الذي جعل، منذ اعتلائه العرش٬ العمل الاجتماعي أولوية وطنية، موعدا سنويا يهدف إلى تعزيز التضامن بين مختلف مكونات المجتمع المغربي. وتعكس هذه الحملة، التي تنظمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن من 7 إلى 17 نونبر الجاري تحت شعار: «لنتحد ضد الحاجة»٬ الإرادة الملكية الراسخة لتشجيع ثقافة التضامن لدى جميع المغاربة٬ من خلال منحهم فرصة لتجديد تمسكهم بقيم المواطنة٬ وذلك عبر مساهمتهم في الأنشطة والمشاريع التي تنجزها المؤسسة لفائدة ملايين المحتاجين بمختلف جهات المملكة. وتتوخى الحملة الوطنية للتضامن جمع التبرعات لتمويل مشاريع اجتماعية وتنفيذ برامج العمل التي ما فتئت تتطور على مر السنين لتلبية حاجيات الساكنة المستهدفة. وهكذا، فإن المؤسسة توجه٬ حسب الأهمية٬ مواردها لمشاريع تنجز من قبل الجمعيات أومباشرة للأشخاص بمن في ذلك المحتاجين وفئة من الساكنة في وضعية هشاشة. كما توجه المؤسسة مواردها لتمويل عمليتي «مرحبا «و «رمضان»٬ بالإضافة إلى مشاريع للتنمية المستدامة ولأنشطة إنسانية ذات صبغة وطنية ودولية. وبهذه المناسبة٬ أشرف جلالة الملك،على تدشين مركز للتكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية٬ وهو مشروع يندرج في إطار استمرارية برنامج شامل سطرته مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ ويهم بناء مراكز مرجعية تروم تمكين الشباب من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي لقطاع الصناعة التقليدية٬ وذلك من خلال اعتماد نمط التكوين بالتدرج. وعلى غرار مركز فاس ذي الإشعاع الوطني ومركز سلا ذي البعد الجهوي٬ ينظم مركز مراكش دورات للتكوين المستمر لفائدة الحرفيين والصناع المعلمين، كما سيضمن اندماجا اجتماعيا ومهنيا أفضل للشباب. وبعد زيارة لمختلف فضاءات مركز التكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية الذي أنجز بتكلفة 30 مليون درهم، أشرف جلالة الملك على تسليم شيكات للدعم بقيمة 45،3 مليون درهم لفائدة 21 جمعية، جلها من منطقة الحوز٬ وذلك بهدف إنجاز مشاريع محددة٬ خاصة في مجال التمدرس والتربية والتكوين الملائم .كما سلم جلالة الملك لوحات تذكارية لثلاثة أعضاء من المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن تقديرا لدعمهم لمشاريع وبرامج المؤسسة. ويتعلق الأمر بسعيدة العمراني وحسن بوهمو ومحمد بنشعبون٬ على التوالي٬ رؤساء مجموعة «سفاري»، والشركة الوطنية للاستثمار٬ ومجموعة البنك الشعبي. وعن أهداف هذه الحملة الوطنية للتضامن، قال مدير التواصل والتنمية المؤسساتية بمؤسسة محمد الخامس للتضامن قيس بنيحيى، إن الحملة الوطنية للتضامن أضحت موعدا سنويا يضربه كافة المغاربة لتحويل تشبتهم بقيم التضامن إلى سلوك فعلي يتجسد في دعمهم لمختلف المشاريع والبرامج التي تنفذها المؤسسة. وأضاف بنيحيى٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة إشراف صاحب الجلالة٬ على إطلاق النسخة ال 15 للحملة٬ أن قيم التضامن المتأصلة في الدين الإسلامي الحنيف والثقافة المغربية العريقة تتجسد من خلال الدعم الذي لا يتواني المغاربة عن تقديمه لمختلف المشاريع والبرامج التي تنفذها المؤسسة في إطار الأسبوع الوطني للتضامن. وأبرز أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن تمكنت، في ظرف 15 سنة من الإنجازات والتراكمات ذات الأبعاد الإنسانية والتضامنية، من تحسين إستراتيجية تدخلها واستثمارها الميداني باختيار التكوين والتأهيل كآلية أساسية كفيلة بإدماج النساء والشباب بالأساس. وبخصوص مركز التكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية الذي دشنه جلالة الملك٬ إيذانا بانطلاق الأسبوع الوطني للتضامن في دورته الخامسة عشر٬ أكد بنيحيى أنه مركز نموذجي سيمكن من تطوير وتنمية مهن الصناعة التقليدية وحمايتها من الاندثار. وفي هذا السياق٬ تجدر الإشارة إلى أن البرنامج البيداغوجي للمركز يقدم عدة شعب في العديد من التخصصات منها، على الخصوص٬ الخشب والمنتوجات النباتية (النقش على الخشب٬ تطعيم وترصيع الخشب٬ صناعة الآلات الموسيقية وصناعة القصب وصيانة الآليات)٬ والتبليط والفخار (الجبس٬ تادلاكت٬ الزليج٬ الفخار)٬ والنسيج والجلد (النسيج التقليدي٬ الزرابي٬ الحياكة التقليدية٬ صناعة القياطين٬ اللبادة٬ التسفير والتذهيب٬ المصنوعات الجلدية٬ صناعة البلغة٬ تقشير الجلد « تقشارت»)٬ والمعادن (المصنوعات النحاسية٬ الحدادة الفنية)، علاوة على تشجيع الإبداع والإبتكار.وقد تم إنجاز مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بتكلفة 30 مليون درهم ممولة بالكامل من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وفي نفس السياق،أكد فاعلون جمعويون أن الدعم المادي الذي قدمه جلالة الملك محمد السادس٬ لعدد من الجمعيات والتعاونيات «سيساهم بقوة» في تجاوز الصعوبات المادية التي تواجهها هذه الجمعيات. وفي هذا الإطار٬ أكدت فاطمة الإدريسي رئيسة جمعية «شروق لإدماج النساء في وضعية صعبة» ببن جرير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الدعم الملكي الذي تلقته الجمعية سيمكنها من مواجهة الصعوبات التي تواجهها٬ وخاصة تلك المتعلقة بالتمويل. وأوضحت الإدريسي أن الجمعية التي تشرف على تسيير مركز لإيواء النساء في وضعية صعبة٬ وتقدم لهن مساعدات قانونية واقتصادية متعددة٬ «تواجه صعوبات عديدة في التمويل»٬ معربة عن امتنانها لجلالة الملك على هذا الدعم الذي «سيساعدنا كثيرا في تسيير هذا المركز». من جانبه٬ أكد رئيس جمعية «أريج للتربية والتوعية والثقافة» بشيشاوة ملزم العلوي، أن الدعم الذي قدمه جلالة الملك للجمعية يشكل «دعما قويا» لعمل الجمعية ولتجربة مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى إقليمشيشاوة. وأبرز ملزم العلوي الذي يشرف على مركز تكوين وتأهيل المرأة التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ أهمية هذا الدعم الملكي في تعزيز أداء المركز الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الإقليم٬ مشيرا إلى أن المركز يقدم ورشات تكوينية في مجالات الطرز والخياطة التقليدية والعصرية ودروسا في محو الأمية٬ إضافة إلى توفره على مركز استماع موضوع رهن إشارة نساء الإقليم. من جهتها٬ عبرت حفيظة الفلاحي٬ رئيسة «تعاونية الألفية الثالثة لإنتاج الكسكس المنسم بالأعشاب الطبيعية» بإقليم الرحامنة٬ عن امتنانها لصاحب الجلالة على الدعم الذي منحه جلالته للتعاونية ولعدد من الجمعيات الأخرى بمناسبة انطلاق الحملة الوطنية للتضامن في نسختها ال 15. وأكدت السيدة الفلاحي أن من شأن هذا الدعم أن يساهم في الرفع من إنتاجية التعاونية وتعزيز حضورها في الأسواق الداخلية والخارجية٬ بحيث سيساعد في «حل مشاكل التمويل ولاسيما المتصلة بشراء المواد الأولية وتلبية الطلبات التي ترد على التعاونية بشكل أمثل».