الفوز على إيران خيار وحيد للإبقاء على حظوظ أسود «الفوت صال» قبل ملاقاة إسبانيا مسؤول جامعي يؤكد إحداث تغييرات كبيرة على المنتخب مباشرة بعد الدورة السابعة للمونديال يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة يومه الاثنين ببانكوك، آخر فرصة له للإبقاء على حظوظه حسابيا للتأهل للدور الثاني من منافسات الدورة السابعة لبطولة العالم المقامة حاليا بالتايلاند 2012، عندما يواجه المنتخب الإيراني برسم الجولة الثانية من الدور الأول. وسيبحث أسود «الفوت صال» عن تعويض خسارة ثقيلة أمام بنما بحصة (3-8)، شكلت مفاجأة للمتتبعين بعدما كان المنتخب المغربي متقدما خلال الشوط الأول ب (3-1)، رغم أن المهمة لن تكون سهلة أمام رفاق علي حسن زاده، نظرا للخبرة الكبيرة التي يملكها الفريق الخصم وتجعله مرشحا أقوى للفوز بالمباراة. بيد أن ذلك لا يلغي إمكانية إحداث العناصر الوطنية للمفاجأة خاصة عقب تعادل إيران مع المنتخب الإسباني (2-2)، حيث يحتل المغرب الصف الرابع بدون نقاط، بينما يحتل المنتخبان الإيراني والإسباني المركزين الثاني والثالث بنقطة واحدة، وهو ما يبقى على حظوظ المنتخبات الأربع في تخطي عقبة الدور الأول. وفي حالة تحقيق نتيجة أخرى غير الفوز، فسيكون ذلك إيذانا بعودة مبكرة للمنتخب الوطني لأرض الوطن في أول ظهور له بالمونديال، وستكون مباراته الأخيرة أمام إسبانيا شكلية، على الأقل بالنسبة للعناصر الوطنية التي ستراكم تجربة لا بأس بها من خلال المشاركة بأقوى منافسات اللعبة على الصعيد الدولي. وتعتبر إيران أقوى منتخبات القارة الأسيوية، إذ حققت بطولة آسيا في عشر مناسبات، وهو رقم قياسي على صعيد البطولات القارية، كما أنها تسجل حضوره السادس في بطولة العالم، والتي تمكنت في آخر نسخها من احتلال المركز الخامس، علما أن أفضل ما حققه الإيرانيون يبقى المركز الرابع بدورة هونغ كونغ 1992. ورغم ذلك، فقد عرف مسار إيران نوعا من التراجع في السنوات الأخيرة، إذ فشل أبناء المدرب علي صانعي في صعود منصة التتويج للمرة الحادية عشرة ببطولة آسيا سنة 2012، واكتفوا بالمركز الثالث رغم تمكنهم من تسجيل 45 هدفا في ظل تألق كل وحيد شامسائي الذي سجل سبعة أهداف، وتوج هدافاً للبطولة القارية للمرة الثامنة برصيد 7 أهداف و6 تمريرات حاسمة. وسيكون مدرب المنتخب الوطني هشام الدكيك مجبرا على تجنب تكرار أخطاء المقابلة الأولى، والتي جعلت العناصر الوطنية تنهار كليا في النصف الثاني لتستقبل شباكها 7 أهداف، وظهروا بمظهر مغاير جدا، وكأن فريقا آخرا هو الذي لعب، كما فشلوا في هز شباك البنميين خلال الدقائق العشرين الثانية. وكان الدكيك قد تحدث ل «بيان اليوم» مباشرة عقب مقابلة بنما، وأرجع أسباب الهزيمة إلى عدة عوامل، أبرزها قلة الاستعدادات للبطولة، وضعف اللياقة البدنية للعناصر الوطنية، وغياب التركيز، ما جعل اللاعبين يعتقدون أن نتيجة المباراة حسمت في الشوط الأول. وأضاف مدرب أسود «الفوت صال» أن المنتخب سيعمل عند مواجهة إيران على التكفير عن أخطائه بهدف الخروج بنتيجة إيجابية، مشيرا إلى أنه رغم إدراكه بصعوبة المهمة ، فيسعى إلى التأكيد على أن مشاركة المنتخب الوطني بالمونديال لم تكن هدية من أي أحد. ويسود البعثة المغربية تذمر كبير بعد الخسارة غير المتوقعة في أول لقاء، خاصة وأن الطريقة التي لعب بها الفريق خلال الجولة الثانية أمام بنما، كشفت عن عمق الخلل الذي يعاني منه الفريق خاصة على مستوى تدبير الأمور التقنية. وتتوجه أصابع الاتهام نحو المدرب الذي لم يعرف -حسب المقربين من المنتخب- كيف يحافظ على السبق الذي كسبه خلال 18 دقيقة الأولى، كما أن انهيار التشكيلة كليا، ناتج عن سوء الإعداد واختيار اللاعبين المؤهلين لحمل القميص الوطني، مع العلم أن هناك لاعبين سواء داخل المغرب أو خارجه لهم من القدرة والكفاءة والاستعداد البدني لتشكيل فريق قادر على تشريف الرياضة الوطنية. وحسب مصدر مسؤول بجامعة كرة القدم، فإن المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة سيعرف بعد المشاركة بالمونديال الحالي تغييرات عميقة تمكن من إصلاح الأخطاء، وتكوين فريق قادر على المنافسة خلال التظاهرات القارية والدولية والجهوية، كما أن الوقت قد حان -حسب نفس المسؤول الجامعي- لإعادة النظر في القاعات التي تحتضن المباريات حتى تواكب ما هو موجود عالميا خاصة على مستوى الأرضية.