تراجع غريب للعناصر الوطنية في الجولة الثانية يسهل مهمة الباناميين المدرب هشام الدكيك:الهزيمة وراءها عدة عوامل، واللاعبون فقدوا تركيزهم في الجولة الثانية... كان المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، وهو يخوض أول مقابلة له بمونديال التايلاند ضد نظيره البنمي على يقين أن أي تعثر يعني ضياع أمل التأهل للدور الثاني، خاصة وأن المجموعة الثانية التي ينتمي لها تضم منتخبين قويين هما إسبانيا الفائزة باللقب مرتين ووصيفة البطل خلال آخر دورة، وإيران بطل آسيا ومن بين الفرق التي تحافظ على حضور مستمر ضمن أقوى التظاهرات العالمية. على هذا الأساس جاء تكتيك المدرب هشام الدكيك منسجما مع الهدف المطلوب من المقابلة، حيث اعتمد على الرباعي المتجانس المتكون من المزراعي، بايا، هابيل ودرو، دون أن ننسى الحارس المتألق الزعري، طيلة الشوط الأول من المقابلة، كان المنتخب المغربي أكثر تهديدا، ففي الخمس دقائق الأولى كان بإمكانه التسجيل في العديد من المرات، مع محاولتين للتسجيل فقط للفريق البنمي تصدى لهما الحارس، وقد أسفر المد الهجومي للمغرب عن هدف جميل في الدقيقة السابعة بواسطة البديل جبران. مع توالي الدقائق لوحظ نوع من التوازن على الأداء المغربي، مع ترك المبادرة بين الفينة والأخرى للفريق الخصم، وهو تكتيك ذكي من المدرب الدكيك أرد منه تفادي إرهاق لاعبيه، دون أن يفرط في الواجبات الدفاعية، مع الاعتماد على الهجمات المضادة الخاطفة التي أسفرت عن هدف ثان للمغرب بواسطة درو. التسربات الجانبية للاعب الشريح ومراوغاته الذكية، أرهقت كثيرا دفاع بنما، كما كان وراء الإعلان عن ضربة جزاء نفدها ببراعة الهداف هبيل، وفي الثواني الأخيرة من الجولة الأولى تمكن الفريق البنمي من تسجيل الهدف الأول، لتنتهي ال 20 دقيقة الأولى بفوز مغربي بين بحصة (31). مع بداية الجولة الأولى لوحظ تراجع غير مفهوم على أداء العناصر الوطنية، الشيء الذي سمح لأصدقاء الهداف ميغيل لاصور بتسجيل أربعة أهداف في ظرف ثماني دقائق، وهى نتيجة لم تكن منتظرة بالنظر إلى مجريات الجولة الأولى، ومع توالي أهداف الفريق البنمي ازداد تفكك خطوط تشكيلة الدكيك على نحو غريب، وكأننا أمام فريق مغاير عن الذي لعب الجولة الأولى، إذ لم نلاحظ الحماس والندية والتجانس الذي طبع أداءهم خلال بداية المقابلة، بل بالعكس ظهر الفريق الخصم بصورة مغايرة، ليتوالي سيل الأهداف، والذي وصل إلى ثمانية لثلاثة، أمام ذهول كل من تتبع المباراة. وكان طبيعيا أن تتوجه الأنظار بعد نهاية المباراة نحو المدرب هشام الدكيك، بهدف معرفة أسباب هذا التراجع المخيف، وبالمنطقة المختلطة المخصصة لإجراء الحوارات كان لنا لقاء مع المدرب، وجاء تصريحه كالتالي: «كما لاحظتم حدث تراجع كبير على أداء الفريق المغربي، وهذا مرده لعدة عوامل منها، قلة الإعداد الجيد، ضعف اللياقة البدنية للاعبين، كما أن غياب التهيئ الذهني لعب دوره في حدوث هذا التراجع على مستوى الأداء، مما سهل بدرجة كبيرة مهمة المنتخب البنمي، بعد نتيجة الجولة الأولى والتي كان من الممكن أن تنتهي بأكثر من ثلاثة لواحدة لفائدتنا، اعتقد اللاعبون أنهم فازوا بالمقابلة قبل أن تنتهي أطوارها، ليفاجأوا بالإصرار والعزيمة من طرف الفريق الخصم، وكانت النتيجة غير المتوقعة بالنظر لمجريات النصف الأول من المقابلة. بالنسبة للمقابلة الثانية ضد إيران، سنخوضها بهدف تحقيق نتيجة إيجابية والتكفير عن الأخطاء المرتكبة ضد بنما، صحيح أن المهمة لن تكون سهلة، لكن هدفنا الأساسي من هذه المشاركة هو التأكيد على أن التأهيل للمونديال لم يكن هدية من أية جهة كانت، كما أننا نريد أن نظهر للعالم أن هناك ممارسة لكرة القدم داخل القاعة بالمغرب، لكن تنقصنا عدة أشياء منها الإمكانيات، وأنتم تعرفون أننا لا نتوفر على قاعات صالحة للعب، كما أن بنيات لاعبينا لا تساعدهم على الصمود طيلة أطوار المقابلات...» . تشكيلة المنتخب المغربي : ربيع الزعري يوسف المزراعي يحيا بايا عادل هابيل عزيز درو سفيان المسرار حاتم الوهابي محمد دحو بلال أصوفي محمد طاليبي أنور شريح عادل البطاشي يحيا جبران يونس كلكاغي المدرب : هشام الدكيك