190 ألف مهاجر مغربي فضلوا المكوث بصفة نهائية ببلدهم الأصلي آلاف من المغاربة القاطنين بالخارج، والذين تأثرت حياتهم بشكل كبير بظروف الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها عدد من البلدان الأوربية، فضلوا هذه السنة البقاء في المغرب وعدم العودة إلى بلدان إقامتهم بالمهجر بعد انتهاء فترة العطلة الصيفية، إذ كشفت إحصائيات للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أن ما يناهز 190 ألف مهاجرا مغربيا لم يغادروا المغرب، مقابل 200 ألف شخصا خلال السنة الماضية. وأفادت الوزارة أن عدد المهاجرين المغاربة الذين زاروا بلدهم الأصلي المغرب وصل إلى 2 مليون و58 ألف و250 شخصا، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 5 يونيو و15 شتنبر 2012، مسجلة استقرارا نسبيا في عدد الوافدين، فيما بلغ عدد العائدين خلال ذات الفترة إلى بلدان إقامتهم مليون و868 ألف و524 شخصا، بارتفاع طفيف يوازي 1 في المائة مقارنة مع نفس التاريخ من السنة الماضية. كما كشفت الوزارة أن ما يقارب الستين في المائة من أفراد الجالية فضلوا في عملية عبورهم هذا الموسم وسائل النقل البحري والنقل عبر الحافلات أو السيارات، مبرزة تربع ميناء طنجة المتوسط وللموسم الثاني على التوالي على رأس لائحة الموانئ التي اختار المغاربة القاطنون بالخارج استعمالها سواء أثناء عبورهم لزيارة بلدهم الأصلي أو حين العودة إلى بلدان المهجر التي يقيمون بها. وأبرزت على أن فرنسا احتلت المركز الأول ب811 ألف عائد، بنسبة ارتفاع تصل إلى 2 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، في حين تأتي إسبانيا في المرتبة الثانية بما مجموعه 370 ألف دخول، تليها بلجيكا وهولندا اللتين سجلتا هذه السنة تراجعا طفيفا بلغ 2 في المائة. هذا وبخصوص 190 ألف مهاجر مغربي الذين اختاروا البقاء في المغرب بعد انتهاء عطلتهم الصيفية، وذلك مقابل 200 ألف شخص خلال السنة الماضية، فبالرغم من أن الوزارة لم تفصح عن حيثيات بشأنهم، إلا أنه يبدو بشكل جلي أن ظروف الأزمة الاقتصادية التي تطال عددا من بلدان إقامة هؤلاء المهاجرين خاصة إسبانيا وإيطاليا دفعت بهم إلى اختيار العودة للاستقرار ببلدهم الأصلي المغرب، علما أن عودتهم بشكل نهائي ستطرح العديد من المشاكل التي ترتبط بتوفير فرص الشغل، وإدماج أبنائهم في مجتمع لم يولدوا به. ويشار إلى أن دراسة أعدها مجلس الجالية المغربية بالخارج والمعهد الإسباني»كوليكتيفو ليو» وتم تقديمها خلال يوم دراسي بالرباط، كانت قد أشارت إلى الأوضاع الاجتماعية الخطيرة التي باتت تعيشها شريحة مهمة من المهاجرين المقيمين بإسبانيا وإيطاليا جراء الأزمة الاقتصادية التي يمر منها هذان البلدان، مسجلة أن آلاف المهاجرين عادوا للاستقرار بأرض الوطن، وأن هذه العودة تتم بشكل سري على خلاف ما جرت عليه العادة في السابق وذلك لشعورهم بالإحراج من ظروف الهشاشة التي مست أوضاعهم. وحسب ذات الدراسة فإن المغاربة يشكلون إحدى أهم الجاليات الأجنبية في إسبانيا وإيطاليا، بحوالي 800 ألف شخصا مقيما بشكل قانوني في إسبانيا، و600 ألف في إيطاليا، مبرزة أن أعلى نسبة للبطالة بإسبانيا بين الجاليات الأجنبية سجلت في صفوف الجالية المغرب ب 50.7 في المائة، حيث فاق عدد العاطلين بين النساء والرجال 282 ألف شخصا، إذ انتقل عدد المهاجرين المغاربة العاطلين عن العمل من 42600 رجلا و31300 امرأة سنة 2007، إلى 183000 رجلا و99400 امرأة، في حين كان 123 ألف مهاجرا مغربيا و65 ألف مهاجرة مغربية في حالة بطالة لأزيد من سنة خلال 2011. كما سجلت ذات الدراسة على أن سنة 2010 شهدت تسجيل أزيد من 133 ألف عاطل لم يتلقوا أية مساعدة اجتماعية، الأمر الذي أثر على تحويلات المهاجرين انطلاقا من إسبانيا، والتي عرفت انخفاضا ب 33 في المائة بين سنتي 2007 و2010 استنادا لمعطيات البنك المركزي الإسباني. وبالنسبة للجالية المغربية بإيطاليا فقد مستها الأزمة الاقتصادية بشكل كبير وذلك مقارنة مع باقي الجاليات المهاجرة، وأظهرت دراسة بهذا الخصوص أن معدل البطالة بين أفراد هذه الجالية عرف ارتفاعا مقارنة مع المعدل لدى الجاليات الأجنبية، خاصة في صفوف النساء حيث بلغ 24.9 في المائة بينما لم يتجاوز المعدل 13 في المائة في صفوف باقي النساء المهاجرات.