تعززت الدينامية التي تشهدها المملكة بفضل الزيارات الميدانية لجلالة الملك، أول أمس السبت والجمعة الماضية، بمجموعة من المبادرات الملكية الجديدة الهادفة الى تحسين إطار عيش الساكنة والتخفيف من الاختلالات الترابية وتحفيز التنمية الاقتصادية والسياحية بكل من مدينة تطوان ومدينة الدارالبيضاء. فك العزلة عن الساحل الشمالي للمملكة أشرف جلالة الملك أول أمس السبت، على تدشين المقطع الأخير من المدار الطرقي المتوسطي الرابط بين الجهة وتطوان، ونقطة تفريغ مجهزة وقرية للصيادين بمركز الشماعلة بالجماعة القروية بني بوزرة، وكذا إطلاق أشغال مشروع الربط بشبكة الماء الصالح للشرب ومعالجة المياه العادمة للشريط الساحلي الممتد بين أزلا وواد لاو. وسيسمح المدار الطرقي المتوسطي الرابط بين الجبهة وتطوان، والذي تطلب إنجازه مبلغ 5،2 مليار درهم على مسافة 120 كلم، بتقليص مدة التنقل بين مدينتي طنجة والسعيدية بحوالي 3 ساعات. وسيساهم المدار المتوسطي السعيدية - طنجة في فك العزلة عن الساحل الشمالي للمملكة وفي تحقيق التنمية المستدامة لأقاليمه وتعزيز القطبين الاقتصاديين طنجةتطوان، وبركان-وجدة، وبروز مواقع سياحية جديدة جبلية وشاطئية. كما سيمكن من مواكبة المشاريع الاستثمارية الكبرى بالمنطقة، لا سيما المنطقة الحرة للخدمات والمنطقة الصناعية الجديدة، علاوة على تحرير قدرات إضافية لحركة البضائع والحاويات بين وجدة والمركب المينائي طنجة - المتوسط. تأهيل قطاع الصيد التقليدي أما إنجاز نقطة التفريغ المجهزة وقرية الصيادين بمركز الشماعلة بالجماعة القروية بني بوزرة، فيندرج في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل قطاع الصيد التقليدي وتحسين ظروف عيش واشتغال البحارة وتوفير مناخ أفضل لتثمين وتسويق المنتجات البحرية. ويدخل هذا المشروع، الذي سيستفيد منه أزيد من 320 صيادا، في إطار البرنامج الوطني لتهيئة الساحل الذي يرمي إلى المساهمة في تنمية قطاع الصيد التقليدي وإعادة هيكلته، من خلال خلق أقطاب مندمجة في محيطها الاقتصادي والاجتماعي. وقد تطلب إنجاز هذا المشروع مبلغ 108 مليون درهم. إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة وبخصوص مشروع الربط بشبكة الماء الصالح للشرب ومعالجة المياه العادة للشريط الساحلي الممتد بين أزلا- واد لاو، فيهم إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة بواد لاو واثنتين أخريين للمعالجة تعتمدان تقنية الأحواض بمركزي أزلا وأمسا. كما يهم هذا المشروع إنجاز شبكات التطهير على طول المراكز الساحلية وتزويد مراكز الاصطياف أزلا وأمسا وتمرابيت وتامرنوت وأوشتام وواد لاو بالماء الصالح للشرب. ويشكل هذا المشروع، الذي يتطلب مبلغ 160 مليون درهم، جزءا من برنامج تأهيل مركز واد لاو وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز. ويروم بالأساس تحسين إطار عيش الساكنة مع ولوج أفضل للماء الصالح للشرب والتطهير السائل، وإدخال تعديلات مختلفة على مستوى الطرق والإنارة العمومية وعلى الفضاءات الخضراء فضلا عن تعزيز التجهيزات العمومية للقرب بالمدينة، خاصة مع بناء مسجد ومركب سوسيو- رياضي ومركز للصناعة التقليدية. وكان جلالة الملك قد أطلق بنفس المدينة، يوم الجمعة الماضي، مجموعة من المشاريع، هي جزء من برنامج التنمية الحضرية لمدينة تطوان الذي رصد له غلاف مالي بقيمة مليار و63 مليون درهم، تهم التطهير الشامل لواد مارتيل ومركز تحويل الكهرباء وبناء مركب اجتماعي بحي جبل درسة. التطهير الشامل لواد مرتيل ويأتي مشروع التطهير الشامل لواد مارتيل الذي خصص له مبلغ 70 مليون درهم، ليكمل برامج معالجة المياه العادمة بمدن تطوان، المضيق، مارتيل، والفنيدق، وساحل تامودا باي، التي دشنها صاحب الجلالة في العاشر من دجنبر الماضي. وسيمكن هذا المشروع، الذي يتضمن إنجاز 10 محطات للضخ وقنوات لتجميع وتصريف المياه، من القضاء على الروائح المنبعثة لحد الآن من واد مارتيل، وحماية البيئة، وتوفير شواطئ نظيفة، وتثمين الواجهة الساحلية والحفاظ على الصحة العامة. إنجاز مركز تحويل الكهرباء أما إنجاز مركز تحويل الكهرباء على مستوى المدينة الذي رصد له غلاف مالي يصل الى 90 مليون درهم، فيندرج في إطار مواكبة الدينامية الحضرية والاقتصادية لمدينة تطوان. وسيستجيب هذا المشروع للحاجة المتزايدة للطاقة الكهربائية المرتبطة بالنمو السكاني وتطور الانشطة التجارية والسياحية والصناعية بالمدينة. أما المركب الاجتماعي، الذي سينجز بجبل درسة، فسيتطلب غلافا مالي يقدر ب 9 ملايين درهم، ويضم فضاء مخصصا للجمعيات المحلية ومركزا للخدمات لفائدة الشباب ومركزا للتكوين بالتدريب، وأقسام ما قبل التمدرس. وتدخل هذه المشاريع في إطار الأهداف المباشرة لبرنامج التنمية الحضرية لمدينة تطوان 2009-2012 الذي يستهدف إدماج 42 حيا من الأحياء ناقصة التجهيز في النسيج الحضري وتحسين ظروف عيش الساكنة وذلك بخلق وتعزيز تجهيزات القرب بهذه الأحياء. المواكبة الاجتماعية لإعادة إدماج السجناء بالدارالبيضاء وكان جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة الماضي، قد أشرف بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، على وضع الحجر الأساس لبناء جناح للنساء النزيلات المرفوقات بأطفالهن، والذي سينجز بكلفة إجمالية تبلغ خمسة ملايين درهم ويستفيد من المواكبة الاجتماعية لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وقام جلالة الملك بزيارة لجناح النساء بالمؤسسة السجنية عكاشة، وكذا لحضانة مخصصة لتربية الأطفال المرافقين لأمهاتهم. وسلم جلالة الملك شواهد التكوين المهني ل 12 من خريجات مختلف الشعب بمركز التكوين المهني لهذه المؤسسة السجنية (فوج 2011 - 2012 ). وسلم جلالته شيكات ومعدات بقيمة 467 ألف درهم ل 14 امرأة مفرج عنهن، وذلك في إطار برنامج المصاحبة اللاحقة الذي يهدف الى تشجيع اندماجهن في سوق الشغل.