تعززت الدينامية التي تشهدها المنطقة الشمالية بفضل الزيارات الميدانية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أول أمس السبت٬ بالمبادرات الملكية الجديدة الهادفة إلى تحسين إطار عيش السكان والتخفيف من الاختلالات الترابية وتحفيز التنمية الاقتصادية والسياحية للمنطقة. (ماب) وتكمن الأهداف الرئيسية للمشاريع٬ التي دشنها أو أطلقها جلالة الملك على مستوى جهة تطوان المدعوة لأن تصبح قطبا تنمويا مندمجا بامتياز٬ في تطوير البنيات التحتية الطرقية٬ والتأهيل الحضري٬ وتقوية شبكة التزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير السائل٬ وتأهيل قطاع الصيد البحري. وهكذا أشرف صاحب الجلالة٬ نصره الله٬ على تدشين المقطع الأخير من المدار الطرقي المتوسطي الرابط بين الجبهة وتطوان٬ ونقطة تفريغ مجهزة وقرية للصيادين بمركز الشماعلة بالجماعة القروية بني بوزرة٬ وكذا إطلاق أشغال مشروع الربط بشبكة الماء الصالح للشرب ومعالجة المياه العادمة للشريط الساحلي الممتد بين أزلا وواد لاو. وسيسمح المدار الطرقي المتوسطي الرابط بين الجبهة وتطوان٬ الذي تطلب إنجازه مبلغ 5،2 ملايير درهم على مسافة 120 كلم٬ بتقليص مدة التنقل بين مدينتي طنجة والسعيدية بحوالي 3 ساعات. وسيساهم المدار المتوسطي السعيدية طنجة في فك العزلة عن الساحل الشمالي للمملكة وفي تحقيق التنمية المستدامة لأقاليمه وتعزيز القطبين الاقتصاديين طنجةتطوان٬ وبركان وجدة٬ وبروز مواقع سياحية جديدة جبلية وشاطئية. كما سيمكن من مواكبة المشاريع الاستثمارية الكبرى بالمنطقة٬ لاسيما المنطقة الحرة للخدمات والمنطقة الصناعية الجديدة٬ علاوة على تحرير قدرات إضافية لحركة البضائع والحاويات بين وجدة والمركب المينائي طنجة المتوسط. أما إنجاز نقطة التفريغ المجهزة وقرية الصيادين بمركز الشماعلة بالجماعة القروية بني بوزرة٬ فيندرج في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل قطاع الصيد التقليدي وتحسين ظروف عيش واشتغال البحارة وتوفير مناخ أفضل لتثمين وتسويق المنتجات البحرية. ويدخل هذا المشروع٬ الذي سيستفيد منه أزيد من 320 صيادا٬ في إطار البرنامج الوطني لتهيئة الساحل، الذي يرمي إلى المساهمة في تنمية قطاع الصيد التقليدي وإعادة هيكلته٬ من خلال خلق أقطاب مندمجة في محيطها الاقتصادي والاجتماعي. وقد تطلب إنجاز هذا المشروع مبلغ 108 ملايين درهم. وبخصوص مشروع الربط بشبكة الماء الصالح للشرب ومعالجة المياه العادة للشريط الساحلي الممتد بين أزلا واد لاو٬ فيهم إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة بواد لاو واثنتين أخريين للمعالجة تعتمدان تقنية الأحواض بمركزي أزلا وأمسا. كما يهم هذا المشروع إنجاز شبكات التطهير على طول المراكز الساحلية وتزويد مراكز الاصطياف أزلا وأمسا وتمرابيت وتامرنوت وأوشتام وواد لاو بالماء الصالح للشرب. ويشكل هذا المشروع٬ الذي يتطلب مبلغ 160 مليون درهم٬ جزءا من برنامج تأهيل مركز واد لاو، وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز. ويروم بالأساس تحسين إطار عيش الساكنة مع ولوج أفضل للماء الصالح للشرب والتطهير السائل٬ وإدخال تعديلات مختلفة على مستوى الطرق والإنارة العمومية وعلى الفضاءات الخضراء، فضلا عن تعزيز التجهيزات العمومية للقرب بالمدينة٬ خاصة مع بناء مسجد ومركب سوسيو- رياضي ومركز للصناعة التقليدية.