اعتاد مشاهدو القنوات التلفزية المغربية على إطلالة الممثل الفكاهي محمد الخياري ضمن البرمجة الرمضانية، في أكثر من عمل درامي، وبالأخص في تلك السلسلات التي يصطلح على تسميتها بالستكومات، أي المواقف الهزلية. وبصرف النظر عما إذا كان حضور الخياري في هذه الإنتاجات موفقا أو لا، فإن عدم مشاركته خلال هذا الشهر الفضيل، في أي عمل من الأعمال التي تبرمجها قنواتنا التلفزية، خصيصا لهذه المناسبة، خلف تساؤلات لدى المشاهدين. وإذا كان هناك من يعتبر غياب محمد الخياري عن البرمجة الرمضانية، من شأنه أن يجعل هذه البرمجة بدون طعم، اعتبارا لأن الفنان الغائب بات وجها أليفا بالنسبة إليه، ونحن نعلم أن «الولف» أو الألفة صعبة، فإن مشاهدين آخرين، اعتبروا هذا الغياب إيجابيا، بالنظر إلى أنه سيسمح بتجديد دماء الدراما التلفزية المغربية التي تبرمج في رمضان، وبالتالي ستتاح الفرصة لوجوه جديدة بالظهور وإبراز مواهبها. لطالما عبر العديد من المشاهدين عن عدم رضاهم على الظهور المتكرر لوجوه بعينها في أكثر من برنامج، إلى حد أن هناك من تحدث عن وجود لوبي أو قوة ضغط، تجعل ممثلين معينين ومخرجين بذاتهم وكتاب سيناريو دون غيرهم، يحتكرون الإنتاج التلفزيوني، خصوصا في هذا الشهر الكريم، ويتم بالتالي إقصاء الكثير من الأعمال التي من المفترض أن تكون ناجحة بالنظر إلى المسار الإبداعي المحترم لأصحابها. وإذا كان الفنان محمد الخياري قد اختار أن يقفز على هذا الشهر، لكي يرى كيف سيبدو بدون المشاركة في أي عمل درامي يدخل ضمن شبكة البرامج الرمضانية - كما عبر عن ذلك بنفسه- فإن حضوره في هذه البرمجة ذاتها، تم عن طريق آخر، وفي فترات ذروة المشاهدة، فوق ذلك، ويتمثل ذلك في بعض الوصلات الإشهارية للمنتوجات الاستهلاكية، هذه الوصلات التي تقدم بأسلوب فني أقرب ما يكون إلى الستكومات، وهكذا يتبين أن الفنان محمد الخياري حاضر في البرمجة الرمضانية رغم كل شيء. محمد الخياري في واقع الأمر لم يختر أن يغيب عن الدراما الخاصة بالبرمجة الرمضانية؛ فالقط –كما يقال- لا يهرب من دار العرس، غير أن لديه انشغالات ربما أهم مما ستذره عليه مشاركته في سيتكوم أو سكيتش أو أي شيء من هذا القبيل، حيث أنه ملتزم مع مؤسسة كبيرة مختصة بوسائل الاتصال، للقيام بجولة فنية للدعاية لمنتوجاتها. هكذا فإذا لم يحضر فنان من بين فنانينا في عمل درامي كما عودنا على ذلك، خصوصا في رمضان، نصادفه في وصلة إشهارية، وإذا لم يحضر هنا ولا هناك، نشاهده في الكاميرا الخفية، أو في برنامج حواري، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج مساء الخير الذي تبثه قناة ميدي 1 تي في يوميا خلال ذروة المشاهدة، إلى غير ذلك من البرامج. هناك ممثلون ومخرجون وكتاب سيناريو عليهم في واقع الأمر أن يحتجبوا عن الظهور ولو لمدة محددة، من أجل مراجعة النفس وتجديد إنتاجهم الإبداعي، والسماح لمواهب أخرى بإبراز طاقاتها، لكن هيهات..