هدنة أولمبية بين بين كمال لحلو وعبد السلام أحيزون، وعناق حار بين ميدتيل واتصالات المغرب عبد القادر قادة يطالب بتطبيق قانون المنشطات واعتقال تجار المواد المحظورة فجرت النحاسية التي أحرزها العداء عبد العاطي إيكيدر مساء يوم الثلاثاء في السباق النهائي لمسافة 1500 متر، فرحة عارمة وسط أعضاء البعثة المغربية بدورة لندن الأولمبية، وجاءت الأهمية الاستثنائية لهذا الإنجاز نظرا للظرفية الصعبة التي تمر منها العاب القوى المغربية، ومرحلة الفراغ القاتلة التي تعشيها، وما زاد من قتامة هذه المرحلة، تفجر حالات التعاطي لمواد محظورة، ما جعل اسم المغرب موضع اتهام مباشر من طرف أوساط الرياضة العالمية. الفرحة العارمة للمغاربة وهم الذين تعودوا على الذهب الأولمبي، لها إذن ما يبررها، خاصة وأن أثينا 2004، هي آخر دورة تمتعوا فيها ببريق الذهب الأولمبي بفضل الإنجاز التاريخي للعداء الظاهرة هشام الكروج الفائز خلالها بذهبيتي مسابقتي 1500م و5000م، ولم يسبق أن خرج المغرب خاوي الوفاض منذ 1976 بمونتريال الكندية، إذ لم يفز الرياضيون المغاربة خلال هذه الدورة بأية ميدالية. وانطلاقا من دورة لوس انجلوس جاء الحصاد الوفير، بعد فوز نوال وعويطة بذهبيتي 400 متر حواجز و5000 متر، تلتهما ذهبية بوطيب في 10000 متر بسيول، وذهبية نفس المسافة بدورة برشلونة سنة 1992 بفضل خالد السكاح، ليغيب الذهب عن الحصيلة المغربية، إلى سنة 2004 بذهبيتي الكروج في مسابقتي 1500 و5000 مترا. نحاسية إيكيدر أدخلت اسم المغرب لسبورة الميداليات، وطردت عنه لعنة الأصفار التي لازمته خلال هذه الدورة، وهو الحاضر خلال دورة لندن 2012 بأكبر وفد في تاريخه، لكن بحظوظ ضئيلة في التتويج لاعتبارات عديدة، أبرزها غياب الخلف القادر على حمل المشعل بنفس توهج والتألق، وحدوث أخطاء على مستوى التدبير والتأطير والتكوين... وبالرغم من الصعوبات التقنية والتكتيكية، وبالرغم من الظرف الصعب الذي تمر منه العاب القوى الوطنية، فان إيكيدر قاوم إلى آخر رمق، ليتمكن من الدخول ثالثا في سباق كذبت مجرياته كل التكهنات، التي كانت ترجح كفة الكينيين أصحاب أحسن توقيت في المسابقة، حيث حل العداء المغربي وراء الجزائري توفيق المخلوفي، صاحب المرتبة الأولى، وهو القادم من مسافة 800 متر، والذي كان مهددا بعدم خوض السباق بعد قرار توقيفه من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بعد الطريقة التي خاض بها سابق 800 متر يوم الاثنين، عندما أظهر نوعا من عدم الجدية، وانسحب دون تكملة السباق بدعوى تعرضه للإصابة، إلا أن الاتحاد الدولي عاد ليسمح له في آخر لحظة بالمشاركة، بعدما قدم مسؤولو الوفد الجزائري شهادة طبية تثبت إصابة العداء بعطب، بيد أن هذا العطب زال بقدرة قادر وظهر المخلوفي في سباق النهاية معافا قويا، متحكما في مجريات التي لعبت لصالحه، ليدخل في الأخير فائزا بذهبية. ذهبية الجزائر ونحاسية المغرب، أعادتا سيطرة عدائي المغرب العربي على ملكة المسافات المتوسطة ال 1500 متر، بعد سعيد عويطة ونور الدين مرسلي وهشام الكروج، ليحدث بعد اعتزال هذا الأخير فراغ دام ثماني سنوات، استغله العداؤون الكينيون فارضين هيمنتهم على المسابقة التي كان بالأمس بريطانية، قبل تصبح بداية من أواسط الثمانينات مغاربية مائة في المائة. بالمنطقة المخصصة لأخذ التصريحات الصحفية بالملعب الأولمبي، حدث ما يمكن أن يعتبر صلحا أو هدنة أولمبية، بين الخصوم المتصارعين داخل البعثة المغربية، هناك تبادل كمال لحلو وعبد السلام أحيزون التهنئة، بعد مجموعة من التصريحات نارية بسبب التنافس على منصب رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية، وصلت إلى حدود المواجهة وتبادل الاتهامات. بنفس المنطقة، دخل المنجرة الرئيس الحالي لجامعة التايكواندو والمسؤول النافذ بشركة ميدتيل للاتصالات، في عناق حار وغير مألوف مع أحيزون خصمه التجاري الأول بصفته المدير العام لشركة اتصالات المغرب، ورغم التنافس القوى بينهما، إلا أن نحاسية إيكيدر ألغت ولو مؤقتا هذا «العداء» المألوف، لتوحد الرياضة ما فرقته المصالح الشخصية والأهداف التجارية، بينما ظلت نوال المتوكل المتسلحة بمركزها المتقدم داخل اللجنة الأولمبية الدولية، تتابع الوضع بكثير من الدبلوماسية، كانت تتحدث بتلقائية مع الجميع، قدمت التهنئة للجميع دون أي استثناء قد يثير بعض الحساسيات. حضر كذلك عبد القادر قادة المنسق العام للإدارة التقنية الوطنية داخل جامعة ألعاب القوى، وهو المختفي عن الأنظار منذ انطلاقة الدورة الأولمبية، وقد استغل المناسبة للإعلان عن ضرورة القيام بحملة وطنية لا هوادة فيها ضد تجار المنشطات، مطالبا بتدخل الدولة واتخاذ تدابير زجرية من بينها تطبيق فصوص قانون محاربة المنشطات، واعتقال كل من يتاجر في المواد المحظورة، ويسيء بعمله غير المشروع لصورة المغرب، ولتاريخ رياضة العاب القوى الوطنية. بعد نحاسية إيكيدر، يطلع المغاربة إلى المسابقات التي قد تعقد عليها آمال إضافة ميدالية أخرى لحصيلة المغرب، ففي ألعاب القوى يقول قادة أن عداء الماراطون بورمضان قادر على الوصول لمنصة التتويج، بينما تعقد الكثير من الآمال على بطلي رياضة التايكواندو وئام ديسلام وعصام الشرنوبي بصفتهم أبطالا للعالم، وكل المتمنيات بالتوفيق في جعل الحلم حقيقة، والحفاظ على المكانة الخاصة للمغرب في خريطة الرياضة العالمية.