الفنانة جاهدة وهبه: سوف أغني لكل من الحلاج وجلال الدين الرومي وإبن عربي وطلال حيدر وغونتر غراس انطلق يوم الخميس الماضي مهرجان ملحونيات بكل من الجديدةوأزمور وتتميز هذه الدورة بمشاركة العديد من الاسماء الوازنة في مجال الموسيقى الروحية من بينهم نذكر الفنانو اللبنانية جاهدة وهبه التي أدلت لنا بالتصريح التالي: «من أرز لبنان إلى أرز المغرب ومن هينمات المتوسط إلى هيام الأطلسي، أحمل صوتي وجعبتي من الحنين وأدخل مدينة أزمور مدينة الأصالة والعراقة وأحيّي مهرجانها السلسبيل... في بلد يشعّ معرفة وحضارة تحتار أي مهرجان تتابع وفي أي إحتفال تشارك و لن يشغلك ههنا سوى رجع ما ترك الكبار من موروث ثقافي بهيّ وما يقترح عليك منظمو المهرجانات المختلفة من خيارات متنوعة وخصبة من موسيقات الأجداد ..وما تستقبلك به أزقة المدائن وذكرياتها من شطحات التصوف ومن كساء للروح.. كان لا بد لي في مهرجان «ملحونيات» وهو زاد المتعطشين إلى الأصالة منذ سنين.. كان لا بدّ من أن أتزوّد بأجمل الشعر الوجودي الإنساني وأرهف القوافي الصوفية, فاخترت بعضاً مما لحّنته سابقاً من الحلاج وجلال الدين الرومي وإبن عربي وطلال حيدر وغونتر غراس وأضفت باقة من التواشيح والأناشيد الروحية المعروفة والأغنيات الأصيلة المحفوظة عن ظهر قلب وشغف .. وإنه ليشرّفني أن أشدو في الافتتاح وأن أمدّ هذا الجسر من المحبة و النغمة النبيلة مع جمهور خطير وخبير، لمّاحٍ ورهيف, وكم حلمي قديم جديد في أن أشدّ رحال هذا الصوت في رحاب كل مدن المغرب هذا البلد العريق الشقيق المشرق دوماً في القلب من جهة العنفوان والسلام والتاريخ المجيد.» وتعتبر جاهدة وهبه «كاهنة المسرح والصوت الساحر، تعيد للأغنية العربية أحرف الشرف الخاصة بها في زمن الغوغائية، تهديها أوتاراًصوتيّة تعجّ بالنغمات الحريرية، باللحن الوهّاج، بالأداء المبهر القوي بدون ميكروفون وتهدينا ثقافة على طبق من شِعر ودهشة» مجازة في علم النفس من الجامعة اللبنانية، وفي الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى حيث تابعت دراستها في العزف على العود وفي الغناء الأوبرالي باللغة العربية، والإنشاد السرياني والبيزنطي والتجويد القرآني. حائزة أيضًا على دبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية- معهد الفنون الجميلة ، عضو في نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان ورئيسة لجنة الثقافة والبرامج في مجلس المؤلّفين والملحنين اللبناني و عضو جمعية الساسيم الفرنسية غنت وكرّمت بصوتها عمالقة الغناء العربي ولها ألبومات عدة وتسجيلات كلاسيكية، صوفية ووطنية، انتقت كلماتها من كبار شعراء لبنان والعالم، الكلاسيكيين والحداثيين، واضعة لها الموسيقى بنفسها، كما لحّن لها أهم الموسيقيين اللبنانيين، منهم: وديع الصافي، إيلي شويري، زاد ملتقى، زياد بطرس... جالت العالم ممثّلة لبنان في الفعاليات والمهرجانات الدولية مغنّيةً الشرق، الحب، الأرض والانسان محييةً الكثير من الأمسيات الشعرية، منشدةً من ألحانها ابن عربي، رابعة العدوية، جلال الدّين الرّومي، بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، جبران، غوته، طاغور، سارتوريوس، أدونيس، محمود درويش، طلال حيدر، سعيد عقل، أنسي الحاج ،احلام مستغانمي،الحلّاج، لوركا، المتنبي، الحمداني ،غونتر غراس وغيرهم ونالت عددًا من الجوائز والتكريمات. أما باكورة انتاجها كتاب بعنوان «الأزرق والهدهد»- عن دار الساقي الذي احتلّ المرتية الأولى في مبيعات كتب الأدب في معرض بيروت الدولي وحصد النجاح تلو النجاح في معارض الكتب العربية. «جاهدة (مجاهدة) في سبيل الفن الاصيل في هذا الزمن الرّديء، صوتها متمكن جدا وقوي ، يؤدي اغنيات الرجال كما النساء بمرونة واتقان، صوت عريض مثقف ذو تقنية وحرفة عاليه وإلمام بالمقامات الموسيقيّة ، وهي ملحنة بارعة أيضاً «وديع الصافي «من فيروزتنا إلى جاهدة، لا خوف على لبنان بعد اليوم، يحلو لي أن اسمّيها رنغانا.. اسم يحمل كل رنين الكون وتردّداته».