أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غرثيا مرغايو٬ أن إسبانيا٬ بدأت أول أمس السبت٬ عملية إجلاء متعاونيها من مخيمات تندوف بسبب ما اعتبرته «وجود مؤشرات تدل على تزايد انعدام الأمن»، وإمكان شن أعمال إرهابية ضد المواطنين الأجانب من طرف جماعة التوحيد والجهاد المنشقة عن تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» والمقربة من قادة البوليساريو. وأوضح الوزير خلال لقاء صحفي أن القاعدة العسكرية ل»توريخو دو أردوز» شهدت وصول 12 متعاونا إسبانيا وفرنسيين اثنين يعملان في المجال الإنساني٬ إضافة إلى إيطالي٬ مضيفا أن متعاونين آخرين إسباني وبيروفي عادا بوسائلهما الخاصة إلى إسبانيا. ويعني إجلاء المتعاونين الأوروبيين، بحسب وزير الخارجية الإسباني، تحميل مسؤولية الاختطافات التي شهدتها تندوف وشمال مالي لجبهة البوليساريو التي باتت عاملا يشجع على عدم الاستقرار، ويجعل من المنطقة أرضية خصبة للإرهاب ونقطة انطلاق العديد من الأنشطة الإرهابية. كما جاءت تصريحات الخارجية الإسبانية ردا مباشرا على تحميل المدعو محمد سالم ولد السالك وزير ما يسمى بالشؤون الخارجية لجمهورية البوليساريو المزعوعة المخابرات المغربية مسؤولية اختطاف المتعاونين الدوليين بهدف «زعزعة استقرار المنطقة والحد من المساعدات الإنسانية والضغط على البوليساريو للحصول على تنازلات سياسية». واعتبر مراقبون، أن قرار الخارجية الإسبانية ليس وليد اللحظة، بل كان من المفروض اتخاذه شهر يونيو الماضي، مشيرين إلى أن قرارا كهذا يعتبر «إبطالا لمفعول قنبلة موقوتة لم تستسغه قيادة البوليساريو التي لم تجد من مخرج لحالة الحرج سوى التلويح، على لسان خطري أدوه رئيس ما يُدعى ب «البرلمان الصحراوي، بالحرب ضد المغرب». وقال الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط، لبيان اليوم، إن قرار الخارجية الإسباني جاء بعد فترة طويلة من المراقبة وقف خلالها على تعدد الخطر القادم من الساحل والذي يهدد المغرب العربي وأوربا عبر جسر البوليساريو الذي يجعل من مخيمات لحمادة بالتحديد قاعدة للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومافيا المخدرات، والهجرة غير الشرعية. واعتبر تاج الدين الحسيني أن تهديد جبهة البوليساريو المغرب بالعودة إلى الحرب ضده لا تعدو أن تكون سوى «فُقاعات سياسية»، وهي تهديدات قديمة – جديدة غالبا ما ترد على لسان قياديي البوليساريو كلما ظهرت في الأفق مستجدات معينة في قضية الصحراء لا تراها بعين الرضا، أو حين يتضح للجزائر إمكانية توظيف مثل تلك التهديدات في تحريك إدارة ملف الصحراء على مستوى الأممالمتحدة وباقي الأطراف المتصلة بالقضية.