اعترفت الخارجية الإسبانية، أول أمس السبت، بظهور مؤشرات خطيرة حول تدهور الوضع الأمني على الحدود المغربية الجنوبية، بعد ورود معلومات بشأن احتمال قيام إرهابيين بعمليات اختطاف جديدة لأجانب.. وقد أجرت إسبانيا، أول أمس السبت، عملية إجلاء واسعة لمساعدين إنسانيين أجانب كانوا يوجدون في مخيمات تندوف وعلى الحدود الجزائرية -المالية، بسبب ما اعتبرته ترديا للوضع الأمني في المنطقة. وأعلن خوسي مانويل غارثيا مرغايو، وزير الخارجية الإسباني، أن عدد المساعدين الإنسانيين الذين تم إجلاؤهم يبلغ 15 شخصا، بينهم 12 إسبانيا وفرنسيان وإيطالي، حيث تقرر نقلهم على الفور إلى القاعدة العسكرية «توريخو دو أردوز»، في حين اضطر مساعدان آخران، أحدهما من جنسية إسبانية والآخر من البيرو، إلى العودة إلى إسبانيا بطريقتهما الخاصة. وحسب وزير الخارجية الإسباني، فإن الداعي إلى نقل هؤلاء المساعدين الأجانب على وجه السرعة هو ظهور «مؤشرات تدلّ على تزايد انعدام الأمن في المنطقة»، مضيفا أن «شمال مالي أصبح ساحة لتطور جرائم الإرهاب الخطيرة». وأردف مسؤول الخارجية في الجارة الشمالية أن عملية الإجلاء السريعة هاته تمّت بناء على معلومات تفيد بإمكانية شن أعمال إرهابية ضد مواطنين أجانب في المنطقة، مبرزا أن تدهور الوضع الأمني أضحى يهدد المساعدين الإنسانيين الأجانب الموجودين في مخيمات تندوف. وكانت عمليات اختطاف أجانب في المنطقة قد تطورت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث تمّ، في 23 أكتوبر من السنة الماضية، اختطاف ثلاثة مساعدين إنسانيين من داخل مخيمات تندوف، بينهم إسبانيان وإيطالية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم في 18 يوليوز الجاري، علما أن معطيات سبق أن حصلت عليها «المساء» أكدت أن عملية الاختطاف هاته تمّت تحت إشراف قادة للبوليساريو ينتمون إلى قبائل مغربية معروفة، في إطار صراعات كانت دائرة بينهم قبيل مؤتمر جبهة البوليساريو، الذي انعقد قبل أشهر. وتأتي هذه التطورات وتصريحات المسؤول الإسباني للرد على تصريحات لزعيم البوليساريو، عبد العزيز المراكشي، الذي اتهم، في الأسبوع الماضي، المغرب بالتسبب في تدهور الوضع الأمني في المنطقة، كما أنها تأتي عقب تحركات دبلوماسية مكثفة آخرها زيارة وزير الداخلية الفرنسي للمغرب، والتي ناقش خلالها الحالة الأمنية في منطقة الساحل، فضلا عن اجتماع لوزراء خارجية الدول المغاربية، مطلع الشهر الجاري، لمناقشة خطر الإرهاب المحدق بالمنطقة.