في سرية تامة وبعيدا عن وسائل الإعلام، أقدمت إسبانيا على عملية غير مسبوقة بسحب جميع المتطوعين في المنظمات غير الحكومية العاملة في منطقة تندوف في الجنوب الغربي الجزائري، حيت تتواجد مخيمات تندوف للبوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب. وتتخوف الخارجية الإسبانية من حصول حالات اختطاف لرعايا إسبان يعملون في المجال الإنساني في منطقة الساحل والصحراء إلى الاختطاف من قبل تنظيم القاعدة، بالرغم من تواجدهم هنالك لمساعدة سكان مخيمات تندوف، وهو ما يدفع إسبانيا إلى الدخول في مفاوضات مع الخاطفين المتطرفين دينيا، وقد تضطر كما وقع من قبل لدفع فدية مالية لضمان عودة رعاياها سالمين جسديا. وتصدر خبر سحب نشطاء منظمات الإعانات الإنسانية الإسبان كبريات وسائل الإعلام الإسبانية، وربطت الخبر باختطاف إسبانيين قبل مدة قصيرة من منطقة تندوف، ليتبين للسلطات الإسبانية أنهما قضيا مدة الاختطاف في شمال مالي، ما يزيد من الاستقرار للمنطقة بحسب الخارجية الإسبانية. وعاد 12 من النشطاء عبر طائرة عسكرية، ليخرج وزير الداخلية الإسباني ليعلن الخبر، في نفس التوقيت الذي نزلت فيه الطائرة في مطار عسكري إسباني، وعليها النشطاء الإسبان، سالمين بعد إجلائهم، تجنبا لأي سيناريو كارثي، وفق مدريد، لاختطافهم من قبل نشطاء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو القاعدة في الساحل والصحراء، أو المتشددين الذين يهيمنون على شمالي مالي في الوقت الحالي، وغادر النشطاء الإسبان عبر طائرة عسكرية، فيما غادر نشطاء آخرون منطقة تندوف عبر وسائل نقل أخرى. وتشير تسريبات الصحافة الإسبانية إلى أن المخابرات الإسبانية لديها معطيات دقيقة حول العلاقة التي بين الجماعات الدينية المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء وما بين البوليساريو التي تتواجد مخيماتها الرئيسية في مخيمات تندوف. هذا وسبق أن حذرت السلطات المغربية الدول الغربية من صعوبة الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، خاصة بعد التطورات الأمنية التي سجلها شمال مالي. وبحسب المراقبين فإن إقدام مدريد على سحب نشطائها من المدنيين إلى تندوف دليل على اقتناع غربي بوجود تعاون ما بين المنظمات المتطرفة العاملة في الساحل والصحراء، وبين قيادة البوليساريو، التي تتهمها وسائل إعلام إسبانية بالاتجار الدولي في المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان المخيمات.