أقر وزير التربية الوطنية محمد الوفا، بفشل البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين وبمحدودبة نتائجه في الجوانب المتعلقة بنسبة إنجاز مشاريع هذا المخطط، منذ اعتماده سنة 2009 إلى اليوم. وخلال اجتماع لجنة التعليم والإعلام والثقافة، بمجلس النواب، والذي عقد بطلب من ثلاثة فرق نيابية ضمنها فريق التقدم الديمقراطي، وخصص لتقييم البرنامج الاستعجالي وعرض النتائج الأولية لعلمية التقويم المادي والافتحاص المالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي، ذكر محمد الوفا بالنقائص والاختلالات التي تعتري هذا البرنامج والتي أدت إلى فشله. وعزا وزير التربية الوطنية فشل البرنامج الاستعجالي إلى غياب المقاربة التشاركية في تنفيذ مشاريع البرنامج وغياب المقاربة التعاقدية وعدم استقرار مدبري مشاريع البرنامج على تدبير المصالح المالية، وأضاف محمد الوفا الذي ذكر أن هذا البرنامج خضع لافتحاص المجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للمالية والمفتشيتين العامتين التابعتين لوزارة التربية الوطنية، أن كل هذه الافتحاصات دققت في الجوانب المالية والبيداغوجية والاتفاقات المتعلقة بالمؤسسات لتعليمية على مستوى الأكاديميات، وكشفت عن غياب تام للافتحاص الواجب للصفقات التي تفوق كلفتها 5 ملايين درهم، بالإضافة إلى غياب تام لتقارير انتهاء تنفيذ الصفقات التي تفوق كلفتها مليون درهم. وفي ذات السياق، كشفت نتائج التقرير الذي قدمه المفتشون العامون للوزارة أمام محمد الوفا وأعضاء لجنة التعليم والثقافة والإعلام، في الجانب البيداغوجي أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالتعليم الابتدائي على المستوى الوطني بلغت 3.1 % وهي نسبة قريبة من تلك المتوقعة في البرنامج الاستعجالي 2.8%. وأبرز التقرير أن هذا المؤشر عرف انخفاضا هاما مقارنة مع المعدل الوطني في ثمانية جهات٬ إذ تتراوح نسبته بين صفر بالمائة بثلاثة جهات و2.4% بجهة الغرب الشراردة بني احسن٬ في حين لا يزال هذا المؤشر مرتفعا بثمانية جهات أخرى٬ حيث سجلت أعلى نسبة 6.1 % بجهة تازةالحسيمة. وأورد التقرير أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالتعليم الإعدادي على المستوى الوطني بلغت 10.8%٬ حيث ما زالت تتجاوز النسبة المتوقعة في البرنامج الاستعجالي بنقطتين. وبخصوص نسب التمدرس بالتعليم الأولي٬ تم تحقيق 63% كأعلى نسبة على المستوى الوطني٬ والتي تبقى أقل من توقعات البرنامج الاستعجالي المتمثلة في 95% أما نسبة تمدرس أطفال الفئة العمرية 11- 6 سنة فقد تجاوزت على المستوى الوطني توقعات البرنامج الاستعجالي (95 بالمائة)٬ بينما سجل مؤشر تمدرس أطفال الفئة العمرية 14-12 سنة، 79 بالمائة على المستوى الوطني٬ وهو لا يرقى إلى ما كان متوقعا في البرنامج الاستعجالي 90%. وأظهر التقرير أن نسبة الاكتظاظ بالتعليم الابتدائي بلغت على المستوى الوطني 7.9%٬ و14.4% بالإعدادي٬ و31.4% بالثانوي التأهيلي، كما أورد التقرير أن نسبة تحقيق مختلف المشاريع البيداغوجية تجاوزت 50% باستثناء مشروعي مراجعة المناهج 19% وتعزيز التحكم في اللغات الذي لم يتجاوز نسبة 3%. وخلص التقرير إلى أنه بالرغم من وضوح وأهمية الغايات والأهداف والتصورات المؤطرة للبرنامج الاستعجالي٬ وبالرغم من الاعتمادات الهامة المرصودة لتنفيذه والتي ناهزت 30 مليار درهم ٬ فإن حجم وثقل هذا البرنامج (26 مشروع وأكثر من 130 تدبير و300 مؤشر) ومحدودية القدرات التدبيرية والتنظيمية لدى مصالح الأكاديميات والنيابات٬ حالوا دون تحقيق كل النتائج المرجوة.