تشكّل الجولة في استديوهات شينيشيتا في روما، رحلة عبر تاريخ السينما العالمية، ولكن الواجهة التاريخية لهذه الاستديوهات العائدة الى ثلاثينات القرن الماضي، غطّيت بلافتة ضخمة كتب عليها شينيشيتا محتلة، وقد رفعها الموظفون المضربون الذين يؤكدون ان الاستديوهات مهدّدة بالاندثار، وموضوع الخلاف هو مشروع ينص على توزيع الاستديوهات على عدة نقاط قرب العاصمة الايطالية، مع عدد متزايد من المتعاقدين من الباطن، وتشييد فندق مخصص لفرق التصوير. ويقول أصحاب المشروع انها طريقة لاعادة البعد الدولي الى هذه الاستديوهات. إلاّ أن ممثلي الموظفين يعتبرون ان الخطة قد تؤدي الى إلغاء وظائف عديدة. وقد عمل بعض هؤلاء الموظفين مع فديريكو فيلليني الذي صور فيها الكثير من الافلام... أو حتى مارتن سكورسيزي الذي نصب في هذه الاستديوهات ديكور فيلمه عصابات بنيويورك الذي لا تزال بعض واجهاته قائمة. والحركة من زيارات سياحية للاستديوهات وتصوير، تتواصل في الموقع الممتد على 40 هكتارا. وقد بنيت هذه الاستديوهات في العام 1937 بأمر من الدكتاتور موسوليني لمنافسة الاستديوهات الهوليوودية الكبيرة في تلك الفترة. وعرفت ذروة مجدها مع تصوير انتاجات ضخمة مثل بن هور وكليوبترا. ولم تطرأ تغييرات كبيرة على الموقع منذ ذلك الحين. وتعتبر الادارة ان طرق العمل الحرفية للعاملين في الاستديوهات ولى عليها الزمن، وقد تراجع عدد الافلام التلفزيونية او السينمائية التي تصور فيها. ووجهت جمعية المخرجين الايطاليين رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو موقعة من مخرجين عالميين كبار تمتدح المهنية الرائعة للعاملين في شينيشيتا. ويقول أحد الموظفين المضربين يجب انقاذ هذه الاستديوهات من أجل عشّاق السينما في العالم.