تعرف البنيات الرامية إلى تكوين وتأهيل وتطوير قدرات الشباب، وتيرة إنجاز غير مسبوقة بمختلف جهات المملكة، كما تشهد على ذلك المراكز العديدة التي رأت النور خلال السنوات الأخيرة، والتي تسعى إلى إفساح المجال أمام الشباب لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في شتى المجالات، وبالتالي تأهيلهم للاندماج بشكل أفضل في النسيجين الاجتماعي والمهني. ويعكس إعطاء جلالة الملك محمد السادس، بداية الأسبوع الجاري بتمارة، انطلاقة مشروع إنجاز مركز للتكوين وتقوية قدرات الشباب حرص جلالته على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تطوير قدرات الشباب وانتشالهم من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي وبالتالي تحفيزهم على المساهمة الفاعلة في الدينامية الاجتماعية والاقتصادية. ويأتي مشروع هذا المركز النموذجي، ليعزز مختلف البنيات المماثلة المحدثة على مستوى مدينة تمارة، والتي تشكل فضاءات مواتية لتفتق المواهب وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، إلى جانب إغناء الحياة الجمعوية والثقافية والإبداعية على مستوى المدينة. كما ستمكن هذه المنشأة الهامة، من الحيلولة دون وقوع شباب الحي المستهدف ومدينة تمارة ككل في براثن الانحراف بمختلف مظاهره وتخفيف آثار التهميش والإقصاء التي تطال الشباب أكثر من غيرهم ، بما سيتيح إنتاج جيل صالح ومنتج جدير بالمسؤولية وقادر على الاندماج الإيجابي في محيطه الاجتماعي والمهني. والأكيد أن هذه البنيات ذات الطابع السوسيو- تربوي ، تنسجم مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي نجحت في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية على مستوى عمالة الصخيرات- تمارة بفضل العديد من المشاريع التنموية المنجزة التي شملت دعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي ، وذلك وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير مشاريع المبادرة. فبعد مضي سبع سنوات على إطلاق المبادرة ، مكن هذا الورش الاجتماعي المهيكل ، الذي يضع العنصر البشري في صلب اهتماماته ، من تحقيق نتائج هامة للغاية تتجلى، على الخصوص، في تحسين مستوى عيش الساكنة وإحداث دينامية تنموية كبرى شملت مختلف فئات المجتمع، لاسيما النساء والشباب، الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة. كما أن مراكز تكوين الشباب تأتي لتعزز الأدوار الهامة التي تضطلع بها دور الشباب، والتي تضم حاليا أزيد من 443 مؤسسة موزعة عبر مختلف المدن والمراكز الحضرية للمملكة ، ويستفيد من خدماتها أزيد من 6 ملايين شاب سنويا (20 بالمائة من الأنشطة الدائمة و80 بالمائة من الأنشطة الإشعاعية)، بما يعكس المكانة الجوهرية التي أضحت تحظى بها فئة الشباب في برامج ومخططات الدولة. كما أن الغاية من وراء إحداث هذه المراكز تتقاطع مع أهداف المراكز السوسيو- رياضية للقرب، التي تندرج ضمن رؤية مجتمعية استشرافية هدفها جعل العنصر البشري أساس كل تنمية شاملة ومستدامة، وذلك عبر تعزيز قدرات الشباب والحيلولة دون وقوعهم في مستنقع الانحراف، وكذا المساعدة على بزوغ كفاءات رياضية متميزة تزاوج بين الموهبة والتكوين المحكم.