عرفت كرة القدم ببلادنا هذا الموسم مشاكل لا حصر لها وذلك باصطناع نزاعات ما بين أعضاء المكاتب المسيرة واللاعبين من جهة، ومابين المكاتب والجامعة من جهة ثانية، والآن وقد أسدل الستار على مختلف البطولات الوطنية ليأتي الوقت لتقوم المكاتب بعملية التقييم ومحاسبة النفس وكذا مراجعة الأوراق بتعقل ورزانة ومن غير تعصب أو تجريح ولعل الجمع العام للرجاء البيضاوي يعتبر نموذجا يهتدى به حيث مر في ظروف ملائمة وشفافة. والجموع العامة محطة أساسية من أجل وضع النقط على الحروف والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيح المسار وتعتبر فرصة لوضع برنامج ملائم لمجابهة إكراهات الموسم الرياضي القادم. وعلى غير العادة، أصبحنا نلاحظ في العديد من الجموع نقاش عقيم غير مؤسس لروح الوضوح والشفافية، جموع يبحث خلالها على الهوامش بدل معالجة الاختلالات. فالجموع العامة يتحتم أن تكون فرصة سنوية لإعادة وضع القطار على السكة الصحيحة، بفضل الحوار البناء وتبادل الآراء والوقوف على الأخطاء والعمل بكل هدوء على إيجاد الحلول العملية بحكمة وتبصر. لقد دأبت بعض الأندية على جعل الجمع العام السنوي محطة لنشر الغسيل وتبادل التهم محطة لولوج عضوية المكتب من الباب الضيق لقضاء المآرب، وتحقيق الأمنيات على حساب الرياضة وضدا على مصلحة النادي، الظرف الآتي يقتضي أن تتكاثف الجهود للتصدي لكل من يسيئون للرياضة، للوصوليين، للانتهازيين. فالجمع العام لا يقتصر على تلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والمصادقة عليهما، مادام الجمع العام هو فرصة للحديث عن دور الأعضاء ومساهمتهم في البحث على موارد مالية قارة، المساهمة في تحليل الرصيد الايجابي لناديهم. هناك شق آخر لابد من التطرق إليه، ألا وهو مطية الأندية الكروية التي أصبحت معبرا للكراسي البرلمانية، فكم هم مسؤولو الأندية الذين جعلوا رئاستهم لنوادي الكرة بوابة لدخول باب المنافسة على منصب برلماني هناك فئة أخرى من المسيرين تفصل مكتبها على المقاس بأشخاص لايفهمون قوانين التسيير، أشخاص حملوا المسؤولية بإنزالهم في مظلات محمولة ضدا على الأعراف والقوانين. أخيرا نذكر أن الجموع العامة مناسبة سنوية نبحث من خلالها على الاختلالات والأمراض لتقويمها وعلاجها، والبحث على الرجال النزهاء، الشرفاء، الفضلاء حتى يبارك الله لنا في كرتنا ورياضاتنا عموما وإبعاد الفضوليين والانتهازيين والمتطفلين، إن كان لنا أمل ورغبة ويقين في مردودية جيدة يتسم بالنزاهة والطهارة. نتمنى ونتطلع أن تكون مكاتب نوادينا القادمة، مكاتب إصلاح واجتهاد، حتى يكون الموسم القادم موسم عودة البروز والتألق سواء على الصعيد القاري، العربي والعالمي وبالتالي ينعكس إيجابا على منتخباتنا الوطنية.