مهرجان بني عمار محطة أساسية للتحسيس بمزايا الحمار أكد الأستاذ عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة، مساء السبت الماضي بزرهون، أن مهرجان بني عمار زرهون٬ الذي تنظمه جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة٬ يعد محطة أساسية للتحسيس بمزايا الحمار كمخلوق «يستحق منا كل التقدير». وأوضح الأستاذ التازي في مداخلة خلال افتتاح الدورة العاشرة للمهرجان٬ التي استمرت يومين٬ أن أهمية الحمار تكمن في كونه مذكور في القرآن الكريم وفي مئات الأمثال المغربية والوثائق الدبلوماسية والرحلات المغربية٬ مشيرا إلى أن هذه الأمثال كلها حكم تعبر عن مزايا هذا الحيوان الصامت والصبور وغير المزعج للإنسان. وأبرز أن الرسائل الدبلوماسية لا تتورع عن ذكر الحمار في مختلف عهود المملكة٬ مشيرا إلى أن عددا من مجلداته التي أنجزها حول الدبلوماسية في المغرب تتضمن رسائل دبلوماسية تحمل طرائف ومواقف وأمثال حول مزايا الحمار. واستحضر المتدخل الاهتمام الذي كانت توليه الدولة المغربية للحمار من القدم٬ مبرزا أنها كانت تفوض أمر العناية بهذا الحيوان للمحتسب الذي كان يهتم آنذاك، بالإضافة إلى الشؤون الاجتماعية والإدارية وبمواد الغداء٬ برعاية الحمار وحمايته من عنف الذين كانوا يستغلونه ويستفيدون من جهده٬ حيث كان يفرض في حقهم عقوبة «قاسية». وكان رئيس جمعية مهرجانات بني عمار للسينما والثقافة محمد بلمو٬ قد أكد في كلمة بالمناسبة٬ إن الهدف من الاحتفال بالحمار هو رد الاعتبار لهذا الحيوان الذي يلعب دورا مهما في تنمية اقتصاد منطقة زرهون وكذا في المعيش اليومي للساكنة المحلية. وقال «إن كل شي يتحرك في هذه المنطقة الجبلية بواسطة الحمار». من جانبهم، اعتبر عدد من المتدخلين أن تنظيم كرنفال الحمير في هذه التظاهرة يحتاج إلى مزيد من الجرأة والقدرة على الإبداع للارتقاء به كتظاهرة متفردة تساهم في إشعاع منطقة زرهون محليا عالميا. وتضمنت فقرات هذا المهرجان الذي نظم بدعم من وزارة الثقافة والمجلس البلدي لمدينة مولاي إدريس زرهون٬ ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة٬ سهرة تراثية أحيتها جمعيتا وليلي للتراث الأصيل٬ والأنوار في مدح النبي المختار، وحصص في فن المديح، فضلا عن مسرحية «نحن أطفال» من تقديم جمعية مسرح أقواس للفنون من بركان ولوحة فنية لمسرح الميم بعنوان «الفنان». وأقيم في إطار المهرجان الذي اختار شعار «قرا وكتب يتغذى العقل ويزهر القلب» عنوانا لدورة هذه السنة٬ كرنفال الحمير مع سباقات الحمير واختيار أجمل حمار وحمارة٬ وكذا سمر شعري مغاربي شارك فيه شعراء من ليبيا والجزائر والمغرب.