الأمير مولاي رشيد يترأس بالرباط حفل تدشين المركز الجديد للأشخاص ذوي التثلث الصبغي ترأس سمو الأمير مولاي رشيد الرئيس الشرفي للجمعية المغربية لمساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي، يوم الجمعة الماضي بالرباط، حفل تدشين المركز الجديد للأشخاص ذوي التثلث الصبغي الذي أطلق عليه جلالة الملك محمد السادس إسم «مركز صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد» لمجهودات سموه في دعم ومساندة هذه الجمعية. وقد قام سمو الأمير مولاي رشيد بزيارة لمختلف مرافق المركز الذي تم إحداثه في إطار برنامج تابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجهة الرباطسلا زمور زعير، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي. كما زار سموه أيضا، معرضا للفن التشكيلي يحتضنه المركز ويشارك فيه مجموعة من كبار الفنانين التشكيليين المغاربة الذين ساهم بعضهم في تنشيط ورشات لفائدة الأطفال حاملي التثلث الصبغي. وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بسيمة الحقاوي أن هذا المركز الجديد الخاص يعد «لبنة جديدة من لبنات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية»، مشيرة إلى أن إحداث هذا الفضاء يعتبر بمثابة «إنجاز مهم يحسب للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وينضاف إلى مجموع إنجازاتها المتعلقة بالأشخاص في وضعية إعاقة، والنساء والأطفال وكذا الأنشطة المدرة بالدخل. وأفادت الوزيرة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جعلت المغرب نموذجا في العمل الاجتماعي من خلال المنجزات العديدة التي تحققت لصالح الفئات الهشة والفئات في وضعيات صعبة، مبرزة، أهمية المركز الجديد في التكفل بالأشخاص حاملي التثلث الصبغي. ومن جانبه، أكد رئيس الجمعية المغربية لمساندة الأشخاص حاملي التثلث الصبغي نجيب عمور، في ندوة صحفية عقدها بالمناسبة، أن تدشين سمو الأمير مولاي رشيد لهذا المركز يأتي تتويجا لثلاثين سنة من العمل لفائدة الأشخاص ذوي التثلث الصبغي وعائلاتهم. وأضاف عمور، أن هذا العمل يتوخى بالأساس إحداث مشاريع لإدماج هؤلاء الأشخاص، وذلك بشراكة مع عائلاتهم، قصد تمكينهم من حياة عادية والإندماج بشكل أفضل في وسطهم السوسيو مهني. وأوضح نجيب عمور أن التكفل بالمستفيدين من خدمات المركز من قبل فريق متعدد التخصصات يتكون من ثلاثين فردا من ضمنهم أطباء متخصصون ومربون ومختصون في الترويض الطبي وتقويم النطق، إضافة إلى أطباء متطوعين يقومون بالتكفل بالاختلالات العضوية المرتبطة بهذا الداء. ويتكون هذا المركز الذي أقيم على مساحة تقدر بنحو ألف متر مربع، من ثلاثة طوابق هي الطابق السفلي الذي يضم مطبخا تربويا وبيداغوجيا، ومطعما وورشات سوسيو تربوية، والطابق الأرضي الذي يضم خمس قاعات مخصصة للتتبع المدرسي، والتتبع النفسي، وتقويم النطق، والتنشيط المبكر، والتربية النفسية الحركية والترويض الطبي، أما الطابق العلوي فيضم قاعة للتكوين وخزانة وفضاء للمطالعة، ومصلحة التكوين والمشاريع. ويقوم هذا المركز الذي يحمل اسم «مركز صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد للأشخاص ذوي التثلث الصبغي» بالتكفل بالأشخاص ذوي التثلث الصبغي، وخاصة المنحدرين من أوساط فقيرة، في مجال الترويض وإعادة التأهيل الطبي والمواكبة السيكولوجية والسوسيو-تربوية والتكوين المهني، وذلك منذ الولادة حتى بلوغ سن الرشد. ويتسع المركز لنحو 300 مستفيد في مجال متابعة الترويض وإعادة التأهيل الطبي على طول السنة، إضافة إلى 50 مستفيدا على مستوى أوراش التكوين في مهن الطبخ والبستنة والفنون التشكيلية. ويعتبر التثلث الصبغي المعروف بمتلازمة داون، من الاختلالات الخلقية الشائعة ذات المصدر الكروموزومي (الصبغي)، وهو ناتج عن اضطراب في المورثات يصاب به الفتيان والفتيات على حد سواء، ويعاني معظم المصابين به منذ الولادة من ضعف في العضلات وتأخر في التطور الحسي الحركي ونقص في القدرات الذهنية.