أفاد ناشطون سوريون بأن القصف المدفعي تجدد صباح أمس الجمعة لمدينة حمص القديمة مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل. يأتي ذلك بعد يومين من مقتل ثمانية وسبعين شخصا على الأقل بنيران الأمن، معظمهم في ريف دمشق وحمص. من جهة أخرى، يستعد السوريون لتنظيم مظاهرات أمس الجمعة تنديدا بالنظام. واستهدف القصف الذي وصف بأنه عنيف واستخدمت فيه الصواريخ والهاون من العيار الثقيل، أحياء حمص القديمة والحميدية والصفصافة. وأكد الناشطون أن بعض المنازل أحرقت كما هدمت سبعة أبنية جراء هذا القصف. وقال الناشط محمد أبو حوران من درعا إن المدينة تعرضت لدهم واعتقالات صباح أمس، ووصف الوضع بأنه سيء جدا، متهما نظام بشار الأسد بشن ما سماه حربا مفتوحة وبارتكاب جرائم مفضوحة. وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أكدت أن ثمانية وسبعين شخصا قتلوا بنيران الأمن السوري أول أمس الخميس، معظمهم في ريف دمشق وحمص. وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية والشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 28 قتيلا سقطوا في دمشق وريفها، و19 في حمص، و13 في درعا، وخمسة في اللاذقية، وأربعة في دير الزور واثنين في كل من حلب وإدلب وحماة والحسكة، وقتيلا واحدا في كل من الرقة وحلب. كما أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات الأمن وعناصر الشبيحة ارتكبوا ما قالت إنه مجزرة بحق تسعة أشخاص قُتلوا رميًا بالرصاص وذبحًا بالسكاكين في حمورية بريف دمشق.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صدر فجر أمس الجمعة بأنه «عثر على جثامين تسعة مواطنين في بلدة حمورية في ريف دمشق، بعضهم قتل ذبحًا». وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للمجلس الوطني السوري في بيان صدر ليلة أول أمس أيضا إن «النظام ابتكر أسلوبا جديدا في الإجرام في ريف دمشق، بذبحه بالسكاكين تسعة مزارعين في بلدة حمورية بكل دم بارد». وأشارالبيان إلى أن «منفذي المجزرة قاموا ببتر أعضاء من الشهداء من أيدي وأرجل وأعضاء تناسلية». ووصف المشهد بأنه «لا يمت إلى الإنسانية بصلة». ووجه مجلس قيادة الثورة بريف دمشق من جهته باسم أهالي دوما وحمورية «نداء إلى العالم» أكد فيه أن «الهجوم عمل انتقامي من ترتيب النظام وشبيحته»، داعيا الدول العربية والعالم الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والمنظمات الإنسانية والحقوقية والإغاثية والأممالمتحدة، إلى «وضع حد لجرائم النظام ومليشياته ووقف المجازر». وفي السياق الميداني، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أول أمس الخميس عن عدد من وسائل الإعلام المحلية المحسوبة على النظام أن الأسد أبلغ المبعوث العربي والأممي كوفي أنان أنه أمهل المسلحين كافة في سوريا مهلة 24 ساعة، وذلك لإلقاء سلاحهم وتسليم أنفسهم كل حسب المنطقة الموجود بها.وتزامن ذلك مع زيارة قام بها نهار أول أمس مراقبو الأممالمتحدة إلى بلدة الحفة السورية، حيث وجدوها شبه مهجورة بعدما احترقت مبان حكومية وهجرت المتاجر وكانت هناك جثة ملقاة في الشارع. ومن جهة أخرى، ينتظر أن تشهد مختلف المدن السورية مظاهرات استجابة لدعوة النشطاء الذين أطلقوا على أمس الجمعة «دائما مستعدون للتعبئة القوية» في إشارة منهم إلى استمرار انتفاضتهم الشعبية رغم حملة القمع التي يشنها النظام عليهم. وستنطلق المظاهرات كما هو مقرر بعد صلاة الجمعة. وخرجت مظاهرات مساء أول أمس في أحياء عدة من العاصمة دمشق تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد. فقد تظاهر أنصار الثورة في أحياء كفرسوسة وبرزة وجوبر حيث جرى تشييع جثمان أحد القتلى برصاص قوات النظام، حسب ما أفاد ناشطون. وردد المتظاهرون شعارات داعمة للجيش السوري الحر ومنددة بنظام الرئيس الأسد. ورغم استمرار العمليات العسكرية في ريف دمشق ولا سيما في مدينة دوما، فقد جرت مظاهرات مسائية في مدن داريا وزملكا ودوما، حسب ما جاء في صور بثها ناشطون على الإنترنت. وقد أكد المتظاهرون على مواصلة حراكهم حتى إسقاط النظام ورحيل الأسد.وفي مدينة حلب، انطلقت مظاهرات مسائية تطالب بإسقاط النظام في سوريا. وبث ناشطون صورا على الإنترنت لمتظاهرين خرجوا في أحياء السكري وبستان القصر والشيخ فارس والمشهد ينادون برحيل بشار الأسد عن السلطة. كما رفعوا شعارات تضامنية مع المدن السورية المنكوبة.