قال ناشطون سوريون إن 96 شخصا قتلوا أول أمس السبت،معظمهم في درعوحمواللاذقية وإدلب، في حين تحدث ناشطون آخرون أن مجزرة جديدة وقعت في مدينة معرة النعمان بإدلب. وكانت قوات النظام السوري قد كثفت طوال أول أمس قصفها العنيف والعشوائي على مناطق للمدنيين خاصة في درعا وحمص واللاذقية وإدلب، مما أدى إلى مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن القصف أسفر عن مقتل نحو 96 شخصا معظمهم في درعا البلد وحمص. كما قصف الجيش النظامي قرية سرجة في إدلب ومدينة الحفة باللاذقية. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن من بين الضحايا العديد من النساء والأطفال. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة تلبيسة بحمص شهدت مجزرة مع سقوط عشرة قتلى على الأقل وعشرات المصابين نتيجة استهداف المشفى الميداني بالقصف وتدميره. وأضافت الهيئة أن القوات النظامية واصلت القصف العنيف بقذائف الهاون والمروحيات، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان منها، في حين أدى المواطنون صلاة الجنازة على الضحايا ودفنونهم داخل المنازل خوفا من القصف. كما شهدت بلدة الدار الكبيرة بحمص هجوما من قوات الأمن والشبيحة وسط إطلاق نار كثيف وقصف بقذائف الهاون على المنازل مع انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، مما أدى لزيادة المخاوف من حصول مجازر في البلدة التي تحوي الكثير من النازحين من مناطق أخرى. وقالت الهيئة إن مدينة الحفة باللاذقية شهدت مجزرة مماثلة مع سقوط أكثر من 12 قتيلا بينهم عشرة أطفال. كما اقتحمت الدبابات والمدرعات بلدة اليادودة بدرعا وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل. وقال ناشطون إن مجزرة جديدة وقعت في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب شمال سوريا إثر قصف مُركّز على المدينة من قبل جيش النظام. وأحصى الناشطون نحو عشرين قتيلاً ونحو مائتي جريح بينهم نساء وأطفال. وتظهر صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت جثثاً مقطوعة الرؤوس وأخرى مشوهة الملامح. كما تحدث ناشطون في تنسيقيات حمص القديمة عن احتمال وقوع «كارثة إنسانية» إذا بقيت الأمور على حالها، مشيرين إلى عدم وجود مستشفيات لاستقبال الجرحى، وطالبوا المراقبين الدوليين بالتوجه إلى المدينة. كما وجه أهالي مدينة حمص نداءات استغاثة إلى دول العالم للتدخل الفوري والسريع لمنع حدوث مجازر ومذابح محتملة. وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله إن 14 منطقة في حمص تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ ساعات الصباح، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. وحذر هادي العبد الله من وقوع مجازر جديدة في حمص، وقال إنه طالب المراقبين بالتوجه إلى أي منطقة بحمص لمشاهدة القصف ولمنع وقوع مثل هذه المذابح، لكنهم رفضوا. وأضاف أن القوات النظامية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة حاصرت آخر مستشفيين بها وبالتالي لم يعد لهم أي مستشفى لعلاج الجرحى. كما تعرضت مدينة تلبيسة الخارجة هي أيضا عن سيطرة النظام لقصف الجيش النظامي الذي يشتبك منذ أيام مع أفراد الجيش الحر المتحصنين فيها. وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف المدفعي وبالطيران المروحي أوقع أمس ستة قتلى وعشرات الجرحى. وفي مدينة الرستن القريبة، أشارت الهيئة إلى سقوط عشرات الجرحى جراء القصف العنيف على المدينة. وكانت أعداد ضخمة من قوات النظام وعناصر الأمن حاصرت حي القابون بالعاصمة دمشق من جميع مداخله تحضيراً لعملية الاقتحام، في حين اعتلت القناصة الأبنية المرتفعة وأسطح الشركات المقابلة لمسجد الحسين. وكان فريق المراقبين الدوليين تفقد حي القابون الذي شهد مساء الجمعة الأخير اشتباكات عنيفة بين جيش النظام والجيش الحر. وأظهرت الصور احتراق عدد من الشاحنات والمحلات التجارية، كما تعرضت محطة لتوليد الكهرباء إلى أضرار جسيمة نتيجة المواجهات. يذكر أن الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي وصلت العاصمة، حيث سبق أن شهد حي الميدان مواجهات مماثلة. كما شيع أهالي حي القابون بدمشق قتلى الجمعة الذين سقطوا في قصف للجيش النظامي على الحي. من جانب آخر، تمكن فريق المراقبين من زيارة موقع مجزرة مزرعة القبير التي قتل فيها حوالي 78 شخصا. وقال فريق المراقبين إنه ينبغي زيارة المكان مرة أخرى بسبب تضارب الشهادات، لكنّه عاين علامات تدل على أن القوات الحكومية كانت هناك. وعلى صعيد متصل واحتجاجا على المجازر التي ترتكبها قوات النظام السوري ضد المدنيين، أوقفت الشرطة الفرنسية 18 شخصا أول أمس بعد «تجاوزات» إثر محاولة متظاهرين اقتحام مبنى السفارة السورية في باريس. وأوضح مصدر بالشرطة أن ثلاثة أشخاص «نجحوا في الدخول إلى حرم» السفارة «قبل أن يتم إبعادهم من جانب الموظفين». ولبى المتظاهرون الذين بلغ عددهم حوالي الأربعين شخصا دعوة للتظاهر أطلقتها حركة تطالب بالحرية لسوريا.