أكد مدير الدورة السابعة لمهرجان ثقافة الرحل السيد محمد بيوض أن هذه الدورة، تتوخى تدعيم المنظومة التربوية من خلال توفير المادة العلمية للمناهج الجهوية عبر إشراك الرحل والمختصين في مجال التربية والتكوين. وأوضح السيد محمد بيوض، وهو أيضا مدير المركز الجهوي التربوي بالرباط (الجهة المنظمة)، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش انطلاق فعاليات الدورة السابعة لمهرجان ثقافة الرحل المنظم تحت شعار «من أجل تشجيع تعلم أبناء الرحل»، أن هذا الملتقى السنوي يسعى أيضا إلى إدماج ثقافة الرحل، وهي ثقافة غنية ومتنوعة، في المنظومة التعليمية عبر إعداد مصوغات محلية وجهوية لتطوير مقاربات التدريس بالكفايات. وأضاف أن المركز يسعى، من خلال هذا المشروع التربوي الذي يؤطره أساتذة باحثون، إلى ربط علاقات مع عدد من الهيئات على أساس تأسيس بحث علمي في هذا المجال مبني على قواعد ثابتة للرفع من شأن هذه الثقافة وإيجاد حلول لأطفال الرحل في ما يتعلق بالتمدرس خصوصا المستوى الإعدادي. وأكد على ضرورة تعبئة فاعلين اجتماعيين واقتصاديين للانخراط في هذا المشروع البيداغوجي لحل إشكالية تمدرس أبناء الرحل ومأسسة البحث التربوي باعتباره مدخلا للتكوين المستمر وبناء مشروع للتكوين المستمر في مختلف مجالات التعلم عند الرحل. وتحدث السيد بيوض عن الدورات الستة السابقة التي خصصت في مجملها للتعريف بثقافة الرحل وبكل ما هو مرتبط بالترحال، مشيرا إلى أن هذا المجال كان مجهولا إلى حد ما «بل هناك من الأشخاص من يجهل أنه لازالت هناك قبائل من الرحل تنتقل من منطقة إلى أخرى». وقال إنه على الرغم من أن طابع الاستقرار يبدو هو الغالب، فإن أغلب المناطق المغربية هي، من حيث التوزيع الجغرافي، مناطق للترحال من الأطلس للنجود العليا للصحراء. وأوضح مدير المهرجان أن 85 في المائة من أبناء الرحل ينقطعون عن الدراسة عند مستوى الإعدادي، وبالتالي لابد من تكوين الأستاذ الطالب تكوينا بيداغوجيا يؤهله للتكيف مع ظروف الرحل «وهذا لن يتأتى إلا من خلال تكاثف جهود الجميع من أجل الاهتمام بهذه الفئة التي تعتز بكونها قبائل رحل». وأشار إلى أن المهرجان سيناقش خلال هذه الدورة مجموعة من المواضيع حول موقع ثقافة الرحل في المناهج الجهوية والكتاب المدرسي، وتمدرس أبناء الرحل بين الاختيار والضرورة، والتكنولوجيا الجديدة وتدبير التعلم عند الرحل إضافة إلى قراءات شعرية أمازيغية وعربية وحسانية وإفريقية. وتعرف هذه الدورة حضورا مكثفا لقبائل الرحل من بني كيل من الجهة الشرقية، وآيت أوسا من بومالن دادس ومن دوبلال وأولاد جلال من طاطا ومن آيت الطاوس وآيت ظالم اغبالو كرداس - الرشيدية، ومن تيمحضيت الأطلس المتوسط. كما يشارك في هذه الدورة مجموعة من الطلبة الأفارقة لعرض تجارب بلدانهم في مجال الرحل وهم عشرة أفراد من كل من موريتانيا والنيجر والسينغال وتشاد ومالي وستة طلبة بجامعة تكساس.